نون والقلم

فتوح الشاذلي يكتب: رسائل القمة «2»

لم تتوقف رسائل القمة العربية الصينية التي جمعت بين القادة العرب والرئيس الصيني في الرياض على الرسائل العامة الشاملة.. ولكن امتدت لتشمل رسائل فرعية مباشرة سواء لقادة بعينهم أو لدول أو الاثنين معا.

منذ اللحظة الأولى لدخول طائرة الرئيس الصيني الأجواء السعودية والرسائل تتوالى الواحدة تلو الأخرى.

الرسالة الأولى كانت للولايات المتحدة، الرئيس والدولة.

فمنذ اللحظة الأولى لوصول الرئيس الصيني كان الاستقبال الأسطوري وهو استقبال لا يجوز مقارنته بالاستقبال الذي جرى للرئيس الأمريكي في يوليو الماضي أثناء مشاركته في قمة جدة.

شوارع الرياض تزينت بالإعلام السعودية والصينية قبل وصول الرئيس الصيني.. طائرات مقاتلة من سلاح الجو الملكي حلقت في السماء لتكون مصاحبة لطائرة ضيف المملكة وذلك بمجرد دخولها المجال الجوي للسعودية.. بالخيل العربي الأصيل وعلى السجادة الأرجوانية تم استقبال الرئيس الصيني بمجرد وصوله إلى قصر اليمامة.. مراسم غير عادية.. واستقبال فريد من نوعه يمثل رسالة قوية للضيف الآخر الذي كان هنا منذ أقل من 5 أشهر.

توقفت الصحف ووسائل الإعلام العالمية عند هذا الاستقبال الذي يمثل رسالة واضحة ومباشرة.. حيث وصف موقع CNN مراسم الاستقبال بأنها مراسم «لم يشهدها التاريخ».. وأشارت إلى التفاعل الواسع على مظاهر استقبال السعودية للرئيس الصيني.

كما أشار الموقع إلى قيام النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بتداول صور ومقاطع فيديو من استقبال المملكة للرئيس الصيني وما وصفوه بمراسم «مهيبة» «لم يشهدها التاريخ».

وقالت CNN صراحة إن رحلة شي إلى المملكة تحمل رسالة ضمنية إلى الولايات المتحدة.. فعلى الرغم من مناشدات واشنطن المتكررة لحلفائها العرب في الخليج لرفض الجزرة التجارية التي تقدمها الصين.. تستمر علاقة المنطقة مع بكين في التطور ليس فقط في التجارة ولكن أيضا في الأمن.

وأضافت الشبكة: القمة تمثل «علامة فارقة» في العلاقات الصينية- العربية، كما تمثل انتصارًا دبلوماسيًا كبيرًا لمحمد بن سلمان.

وصلت الرسالة كما أراد لها قادة السعودية في الوقت المطلوب وبالمضمون الذي أرادوه.

وإذا تأملنا العبارات التي جاءت على لسان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في المؤتمر الصحفي الذي عقده في ختام أعمال القمة وكان أبرزها أن السعودية لا تؤمن بالاستقطاب أو الاختيار بين شريك وآخر وأنها لا تتعامل في مسار واحد ومنفتحة على التعاون مع الجميع. وأن التعاون مع الصين لا يعنى عدم التعاون مع الولايات المتحدة.

هذه العبارات تؤكد أن الرسالة تم توجيهها بدبلوماسية غير مسبوقة وفيها من الحنكة والخبرة ما يؤكد أن روح عميد الدبلوماسية العربية المرحوم سعود الفيصل وزير الخارجية الأسبق ما زالت موجودة..

وصلت الرسالة وعلى الآخر أن ينتبه إلى ما جاء بين سطورها.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى