نون والقلم

محمد يوسف يكتب: كل عام وأنتم بخير

هل تجوز تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد ورأس السنة الميلادية الجديدة؟

سؤال يتردد مع نهاية كل سنة، رغم أننا نهنئ بعضنا بعضاً في اليوم الأول من السنة الجديدة، من باب العادة وليس لأي سبب آخر، فنحن نعيش العام كله منذ أن وعينا على الدنيا نحسب عمرنا بالتقويم الميلادي، وشهرنا الذي ننتظر راتبه، ويومنا الذي نعيشه، ومواعيدنا اللاحقة، سواء كانت للسفر أو الاجتماعات أو المنتديات أو زيارة الطبيب، كلها مؤرخة في يناير أو يوليو أو أغسطس أو نوفمبر، وبقية الاثني عشر شهراً، وقروننا كذلك، وتاريخنا موثق أيضاً بسنوات سابقة تحددها سنوات ميلادية، والعادة لتكرارها ترسخت في أذهاننا، ولا نتذكر التاريخ الهجري الذي كان سائداً حتى الأجيال التي سبقتنا إلا في وقت الأهلة ودخول شهر رمضان ويوم العيد وموعد الحج وبعض المناسبات الأخرى.

ولهذا تبدأ سنتنا في الأول من يناير وتنتهي في 31 ديسمبر، وأصبح من الطبيعي أن نتبادل التهاني مع بعضنا بعضاً وليس فقط مع المسيحيين الذين يعيشون معنا، زملاء في العمل، وأطباء يعالجوننا هنا أو في الخارج، وممرضين وعمالة مساعدة في المنازل، وأساتذة درسونا في المدارس والجامعات وجيراناً بيوتهم تلاصق بيوتنا، بعضهم أكلنا معه، وسافرنا برفقته، وحضر أفراحنا، وقدم لنا العزاء في مصابنا، وزارنا حينما مرضنا، هؤلاء نهنئهم في أعيادهم، ونعودهم في مرضهم.

ونتشارك معهم الأفراح والأتراح، ولا نخشى مخالفة، لأننا لم نجد في ديننا السمح ما يمنعنا من كل ذلك، بل وجدنا دعوات تحضنا على التعارف والتقارب مع الآخرين، كلام رب العالمين في كتابه الكريم، وسنة رسوله العظيم عليه أفضل الصلاة والسلام، كلام مبين وسيرة تهدي المتقين، نأخذ منهما، ولا نسمع كلام أناس يتحدثون بما لا يعلمون، ويفتون حسب الأهواء وفكر المتخلفين المتزمتين.

التهنئة للآخرين، أياً كانت ملتهم، لا تقلل من مكانتنا، بل ترفعها، لأننا قوم متسامحون ومحبون، نتحلى بالطبيعة البشرية، ونكرم إنسانية الإنسان.

وكل عام وأنتم بخير.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى