فيروس كورونا القاتل يعود للأضواء، أصبحت أخباره تتصدر نشرات الأخبار في أوروبا والولايات المتحدة، بعدما اتخذت الصين (منشأ الفيروس) تدابير احترازية لمواجهة متحور جديد للفيروس أُطلق عليه (متحور يوم القيامة) ما أدى إلى انتشار الذعر ليس في الصين وحدها، فقد شعرت دول أوربية الأقرب للإصابة بالمتحور الجديد بسبب الطقس البارد، بأنها في مرمى كورونا من جديد.
الذعر ازداد لدى العالم بعدما قال الرئيس الصيني شي جين بينغ: (يجب أن نُطلق حملة الصحة الوطنية بطريقة أكثر استهدافا، وتعزيز خط دفاع المجتمع للوقاية من الأوبئة ومكافحتها، وحماية أرواح الناس وسلامتهم وصحتهم) وتم تفسير ما قاله الرئيس الصيني بأنه إشارة إلى أن مخاطر كورونا لم تنتهِ بعد.. خاصة بعدما قال علماء إن (السماح للفيروس بالانتشار محليا في الصين قد يمنحه مساحة للتحور ما يعنى موجة جديدة محتملة).
وقال ديفيد هيمان إخصائي الأمراض المعدية ومستشار منظمة الصحة العالمية: (لا أعتقد أن أي شخص يمكنه أن يتنبأ على وجه اليقين بما إذا كان بإمكاننا أن نشهد متحورات جديدة.. لكن من الواضح أن العالم يجب أن يشعر بالقلق من وفاة وإصابة الملايين من الناس في الصين، لأن الوضع في الصين سيظل على الأرجح يمثل حالة طوارئ).
موقع (سكاي نيوز البريطاني) قال إن التوقعات تشير إلى تأثر الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم بالفيروس، وقد تواجه بعد أيام قليلة انفجارا في الحالات وأكثر من مليون وفاة خلال العام المقبل، بعد التغيير المفاجئ في مسار محاربة الفيروس.
بوابة الوفد نشرت منذ أيام معلومات عن المتحور الجديد، من خلال تقرير أعده الزميل باسل عاطف، قال فيه إن يوم القيامة هو أحد متحورات فيروس كورونا الحالي في الصين، ويعتقد المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها أن 18% من السكان قد أصيبوا بهذا المتحور (لاحظ أن عدد سكان الصين يبلغ مليارًا وربعمائة مليون نسمة أي أن الذين يُعتقد أنهم أصيبوا بالمتحور بلغوا 250 مليون نسمة تقريباً) ويواصل التقرير: أعراض متحور يوم القيامة أقل شدة في إصابته للجهاز التنفسي، ولكن تكمن خطورته في سرعة انتشاره وانتقاله بين الأشخاص.
واكتظت المستشفيات بالمصابين في الصين ما دفعهم إلى توفير الرعاية للمصابين في الشوارع وأمام المستشفيات، لعدم قدرتها على استيعاب الأعداد الكبيرة، حسبما أعلنت الديلي ميل البريطانية، التي قالت إنه من المتوقع أن يموت ما يقرب من مليون شخص في الصين، بسبب متحور يوم القيامة في الأشهر المقبلة، ويُعتقد أن سبب انتشار متحور يوم القيامة في الصين يرجع إلى عدة أسباب، على رأسها انخفاض المناعة، وتقليل الإجراءات الاحترازية لكورونا، ومعدلات التطعيم.
في ظل كل هذه الأحداث خرج علينا أمس الثلاثاء، عالم فيروسات ألماني ليؤكد أن كورونا تقترب من نهايتها رغم ظهور متحور يوم القيامة، فقد توقع كريستيان دروستن أشهر عالم فيروسات في ألمانيا نهاية وشيكة لجائحة فيروس كورونا المستجد، وإن كان من المرجح حدوث موجة أو موجتين جديدتين، بسبب قوة المناعة التي اكتسبها السكان وتراجع عدد مرضى كورونا في وحدات العناية المركزة. وقال دروستن الذي يعمل رئيسًا لوحدة علم الفيروسات في مستشفى برلين الجامعي في تصريحات لصحيفة (تاغس شبيغل) الألمانية (إننا نشهد أول موجة متوطنة مع فيروس سارس-كوف2- هذا الشتاء، وفي رأيي، الجائحة قد انتهت فبعد هذا الشتاء ستكون مناعة السكان واسعة ومرنة بحيث يصعب على الفيروس الوصول إليها في الصيف، والحالة الوحيدة التي قد تعوق ذلك هي ظهور متغير جديد للفيروس، لكنني لا أتوقع ذلك حاليا).
عموماً.. ليس أمامنا سوى اتخاذ التدابير الاحترازية الفردية (كل شخص مُلزم بالحفاظ على نفسه) والتدابير الأسرية (كل عائلة مُطالبة بالانتباه إلى ضرورة اتخاذ تدابير تمنع العدوى والتوجه للطبيب في حالة وجود أي أعراض ولو كانت بسيطة) والتدابير العامة (وزارة الصحة مُطالبة بالاستعداد لموجة مزعجة من كورونا وعليها أن تُعلن حالة الانتباه في كل أجهزتها العلاجية أو الإدارية أو الإعلامية).
اللهم احفظ بلدنا من كل سوء.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية