عاد الحديث مرة أخرى عن موجة أو موجات جديدة من متحورات فيروس «كورونا»، وكأن نبوءة «فاوتشي» قد تحققت، فالرجل قال قبل ثلاثة أشهر تقريباً، بأن موجة شديدة ستضرب العالم في الشتاء، وأقول نبوءة، رغم أن الرجل يعتبر عالماً.
ومنذ ظهور الجائحة في سنة 2020، تولى رئاسة فريق الخبراء بالولايات المتحدة، وأصاب في أمور وأخطأ في أمور أخرى، حتى إنه اصطدم بالرئيس ترامب آنذاك، والسبب أنه لم يستطع أن يجاري انتشار الإصابات في بلاده، ولم تتطابق توقعاته مع الحالة العامة، فهذا فيروس لا يرى ولا يسمع ولا تشم رائحته، وغير معروفة ملامحه، ومتغير ومتحول، عجزت مراكز العلم عن احتوائه، ومن لم يعرفوا كيفية انتقاله وتغيير مساراته، لا يمكن أن يعرفوا متى سيعود، عندما بدأ في التلاشي.
ومنذ أيام، تأتينا من الصين أخبار وأرقام لا تسر، بل تثير الريبة والخوف، فالشتاء قد بدأ، والثلوج تكدست في الدول الشمالية، والأثواب في الجنوب غلظت، فهذا أجمل مواسم السنة لديه، وقد حرمت منه ثلاث سنوات، ولم يصدق الناس أن نبوءة أو توقع أو حسابات «فاوتشي» ستتحقق، لأنهم لم يصدقوا أن الحياة عادت إلى طبيعتها في الأشهر الأخيرة، ولا يحبذون العودة من جديد إلى القيود السابقة، مع حصر الحركة، و«المسحات» والمرور الأخضر والرمادي، إضافة إلى الحرمان من رؤية أقرب الناس، وفوقها الخوف على مصادر الرزق، وتوقع كثيرون أن يكون كلام ذلك الخبير، مشابهاً لكلام الأرصاد الجوية، تلك التي تصيب مرة وتخيب مرات ومرات، رغم أن أرقام الصين تتحدث عن مئات الألوف من المصابين يومياً، وإعلام الغرب يتحدث عن فيروس أكثر فتكاً من كل ما سبقه!
وبالأمس، أصدرت منظمة الصحة العالمية بياناً، فكان وقع كلامها على الناس مثل «الماء البارد إذا صب على الرؤوس»، يهدئ الأعصاب ويريح الأنفس، فهذا الفيروس الجديد سريع الانتشار وقليل الخطورة، وهو تابع لمتحورات «أوميكرون».
واحمدوا الله.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية