بدأوا مهامهم كمخبرين لأجهزة أمن النظام في المناطق التي تشهد مظاهرات تطالب بإسقاط النظام، وانتقلوا إلى “لجان شعبية” بإشراف جهاز “الباسيج” الإيراني، ثم إلى “دفاع وطني” بإشراف وتمويل “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني.
ونتابع كشف ماهية مليشيا “الدفاع الوطني”، ودورهم على المستويين الأمني والعسكري، والمزايا التي يتمتع بها عناصر ومتزعمي الدفاع الوطني، وانتهاكاتهم بحق المدنيين، وكيف عملت إيران على دمج عدد كبير منهم ضمن ميليشيات شيعية تابعة لها قادمة من العراق ولبنان وأفغانستان وإيران، بعد فشلهم في تحقيق تقدمات على الأرض، بالتزامن مع إقامة دورات دينية لقادة وعناصر الدفاع الوطني بهدف تشييعهم.
ويتمتع المنتسبون لجهاز “الدفاع الوطني” بمزايا لا يتمتع بها عناصر قوات النظام، ولقادته صلاحيات واسعة داخل القطاعات التي ينتشرون فيها داخل المدن السورية، هذه الصلاحيات جعلت عناصره من دون حسيب أو رقيب، وخاصة داخل مراكز المدن.
وتتحدث المصادر عن مدينة دمشق وريفها، وكيف استطاع النظام استثمار تعطش عناصر وقادة الدفاع الوطني للسلطة والتسلط على المدنيين لمواجهة المظاهرات وقمعها، ويؤكد نجاحهم في قمع المظاهرات بدمشق، واعتقال عدد كبير من منظمي المظاهرات والمتظاهرين السلميين، مؤكدا أن مرحلة ما بعد القضاء على نقاط التظاهر كانت الأخطر، حسب نظره، حيث لم تبقى أية نقاط للتظاهر وهو ما جعل النظام يستثمر وجود عناصر وقادة الدفاع الوطني على جبهات القتال المتاخمة للمناطق المشتعلة في ريف دمشق.
وتشير المصادر ،إلى أن المناطق التي ينتشر فيها العلويون والشيعة بدمشق وريفها هي أهم البؤر التي ينتمي لها عناصر وقادة “الدفاع الوطني”، أهمها في “التضامن، وعشيرة الورور، والمزة 86، والسومرية، والسيدة زينب” تليها مناطق “جديدة عرطوز، وضاحية الأسد، وجرمانا “، مضيفة أنهم عملوا على تشييد معتقلات خاصة بهم، ويحتجزون مدنيين داخلها ويطلقون سراحهم مقابل طلب فدية مالية، وغالبا ما يستلمون الفدية ويقتلون المعتقل، وهناك مئات الحالات لمثل هذه الانتهاكات بحق أطفال وشباب من دمشق وريفها.
وتؤكد المصادر أن قادة وعناصر الدفاع الوطني جنوا أموالا طائلة جراء سياسة الخطف والاعتقال، والإتجار بالمحروقات والمواد الغذائية، خاصة لدى الحاجة الماسة لهذه المواد في عدد من المناطق التي يحاصرها الثوار أو عند قطع الثوار لطرق إمداد النظام نحو المدن الواقعة تحت سيطرته.
عدم انضباط عناصر هذه الميليشيا التي يرعاها الحرس الثوري الإيراني، إضافة لهزائمهم في عدد من المناطق أمام الثوار، دفع إيران لزج ميليشيات من لبنان والعراق وإيران وأفغانستان في المعارك ضد الثوار، والعمل على إعادة تكوينها من الناحية العقائدية، فبدأت برفد عدد كبير من الشيعة إلى سوريا ، وإعادة دمج ميليشيا “الدفاع الوطني” شيئا فشيئا بميليشيا “حزب الله” و “لواء أبو الفضل العباس” و “لواء فاطميون”، حيث بات الأطراف الثلاثة يمتلكون جبهات مشتركة مع ميليشيا “الدفاع الوطني” على تخوم الغوطة الشرقية والمناطق المحيطة بالسيدة زينب بريف دمشق، إضافة لجبهة جوبر بدمشق.
وتقول المصادر “بعد استقدام الميليشيات الشيعية إلى سوريا، بدأ عناصر وقادة الدفاع الوطني يضعون شارات على زيهم العسكري من قبيل” لبيك يا حسين، لبيكي يا زينب، حزب الله “، وبدأوا بترديد ذات الشعارات الطائفية التي يرددها عناصر الميليشيات الشيعية، حيث بات قتالهم يحمل صبغة طائفية شبيهة بالصبغة الطائفية التي تقاتل من أجلها الميليشيات الشيعية.
وتؤكد المصادر ، أن مستقبل هذه الميليشيا في سوريا مقترن بمستقبل النظام وميليشيات إيران، غير أن إيران تدرك أن اعتمادها على هذه الميليشيات يعزز موقعها في سوريا أكثر من اعتمادها على قوات النظام المرتبط بروسيا أكثر من ارتباطها بإيران، وتخشى من انقلاب هذه القوات على رأس النظام في حال مهاجمة الثوار لمناطق الساحل، ولهذا فهي تعتمد على ميليشياتها الشيعية وميليشيا “الدفاع الوطني” في ضمان نفوذها في سوريا.