نون والقلم

فتوح الشاذلي يكتب: رسائل القمة «1»

انتهت أعمال القمة التاريخية التي جمعت بين القادة العرب والزعيم الصيني في الرياض.. لكن رسائل تلك القمة ما زالت حاضرة.. وآثارها ما زالت باقية..

الرسائل الموجهة التي خرجت عن القمة كانت قوية ومؤثرة خاصة في مضمونها وأهدافها.

استهدفت الرسائل أطرافا عديدة وكان لكل رسالة مضمون مختلف.. لكنها – أي الرسائل – اجتمعت على مضمون واحد بصرف النظر عن الأطراف المستهدفة وهذا المضمون هو أن السعودية أصبحت مركزا لصنع القرار في الشرق الأوسط، وأن محور القاهرة الرياض يمثل ركيزة أساسية في رسم السياسة بالمنطقة.. وأن العرب يدخلون مرحلة جديدة بترتيبات وأوراق مختلفة.

والدليل على هذا هو أن الرياض تفردت بأنها العاصمة الوحيدة في العالم التي نظمت 5 قمم جمعت فيها القادة العرب مع رئيس أكبر دولة في العالم وهي أمريكا في جدة ومع رئيس ثاني أكبر اقتصاد في العالم وهي الصين، وذلك في الرياض.. كل هذا في أقل من 5 أشهر.. هذا يعنى أن هناك قوة جديدة في المنطقة استطاعت أن توحد العرب وتجمعهم على طاولة واحدة وأهداف مشتركة.

وهذا يعنى أن هناك محاور واستراتيجيات جديدة تتشكل وأن هناك محورا رئيسيا يمثل مركز ثقل لهذه القمم وهو محور القاهرة الرياض.

الرسالة الأولى تحمل إشارة واضحة إلى سقوط النظريات القديمة التي كانت تعمل على تهميش المحور العربي، وتؤكد أن الواقع الجديد يقول إن المملكة أصبحت رقما مهما في المعادلة العالمية، وأن العرب وفي مقدمتهم مصر أصبحوا ركيزة أساسية في الحوار والمناقشات حول مختلف القضايا، ولم يعد ممكنا تجاهل دورهم المحوري.

أما الرسالة الثانية فهي تتمثل في بناء شراكات جديدة في المنطقة.. هذه الشراكات أساسها المصالح وليس العواطف.. لم يعد هناك ما يسمى بسياسة التبعية التي كانت سائدة في فترة ما.. ولم يعد هناك مكان لنظريات بالية عفا عليها الزمن تقول إن الدول العربية عليها أن تضحى بمصالحها من أجل الحماية.. أو أنها لم تصل بعد لمرحلة النضج والاعتماد على النفس، وعليها أن تسير في ركاب دولة عظمى وأن ذلك أفضل لها.

أما الرسالة الثالثة فهي التأكيد على اتجاه العرب لإعادة صياغة العلاقة مع الدول الكبرى وأولها الصين.. فهناك تعزيز للشراكة الإستراتيجية القائمة مع بكين والاتجاه إلى تعميق التعاون في مختلف المجالات، وتوطيد علاقات الصداقة القوية التي تجمع أصحاب الحضارة العربية مع أصحاب الحضارة الصينية.

رسائل شاملة للقمة التاريخية تمثل منهجا جديدا للدبلوماسية العربية في المنطقة.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى