نون والقلم

محمد يوسف يكتب: تبخرت الوعود

وعود كثيرة سمعتها شعوب أوروبا خلال جائحة كورونا ولم يتحقق منها شيء، تبخرت، وحملت تلك الشعوب أعباء أخرى تضاف على ما تحملوه عامي 20 و21، ومن الواضح أن الكيل قد فاض مع ارتفاع أسعار الكهرباء والغاز.

كانت أوروبا تعتقد أن الخسائر بسبب كورونا ستعوض خلال عامين أو أكثر قليلاً، وأن من عجزوا عن مجاراة الأسعار والفواتير يمكن مساعدتهم بمخصصات شهرية تسد الضروريات، مع تحمل الدول بعض النفقات، وكانت تلك هي وعود الذين يمسكون بزمام الأمور أو يتنافسون للوصول إلى مجالس صناعة القرار، ولكنهم لم يحسبوا حساب حرب أوكرانيا وتبعاتها.

حيث أرهقت ميزانيات الدول الغنية قبل الفقيرة، وما عاد هناك فائض في خزائنهم، وما زالوا ينزفون مالاً حتى اليوم، نتيجة لإصرارهم على معاقبة أنفسهم قبل أن يعاقبوا روسيا، وتبين لهم مؤخراً أنهم «رفسوا النعمة» التي كانت روسيا توفرها لهم، فالغاز والنفط كانا يصلان إلى كل أوروبا دون عناء، وبأسعار خاضعة للتقييم المبني على الاستدامة، أي العقود الطويلة والمضمونة، وفشلت كل خططهم في إرهاق الروس اقتصادياً، وذاقوا هم تبعات قراراتهم الخاطئة.

حبل الصبر عند الشعوب الأوروبية ليس طويلاً، وحالات التوتر بدأت تزداد يوماً بعد يوم، خاصة وهم يسمعون كل بضعة أيام عن مليارات ترصد لصالح أوكرانيا، والأصوات الخافتة بدأت تعلو، وتصرخ بأنها أولى بثرواتها من الغير، وشهدت بعض الدول إضرابات منظمة عطلت الخدمات في قطاعات حيوية، فإن ارتفعت وتيرتها عجزت «القارة العجوز» عن تحمل أضرارها، خاصة وأن هناك من يدفع نحو تسعير الغاز الروسي، والذي يقال إنه قد يقطع في هذا التوقيت المصحوب بالثلوج والأرقام القياسية للحرارة المتدنية إلى تحت الصفر.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى