نظمت «حملة التوعية الصحية بمخاطر التدخين»، الأربعاء الماضي، فعاليات الندوة العلمية الموسعة للتوعية بمخاطر التدخين بحضور الدكتور محمد العماري، الدكتور أيمن أبو العلا، والدكتور عمرو قنصوه، الدكتور نور الدين مصطفى أستاذ جراحة الأسنان، والعديد من الأطباء والمتخصصين، وأدارها الكاتب الصحفي والإعلامي الدكتور محمد الباز رئيس مجلس إدارة وتحرير جريدة الدستور.
وتضمنت الندوة مجموعة من الفعاليات العلمية، وخرجت بمجموعة من التوصيات الهامة عن مخاطر التدخين والبدائل المناسبة له، والتي سيتم رفعها الى الجهات المختصة والالتزام بالتعاون مع وزارة الصحة لتنفيذ تلك التوصيات.
استعرض الدكتور أيمن أبو العلا في بداية الندوة، دراسة علمية موثقة قامت بها «حملة التوعية الصحية بمخاطر التدخين» بهدف التوعية بمخاطر التدخين والعمل مع مختلف فئات المجتمع على نشر ثقافة الإقلاع التدريجي عن التدخين والتحذير من مخاطره، وذلك من خلال تقييم الأثار السلبية الناتجة عن التدخين التقليدي مقابل تقليل المخاطر في التبغ المسخن.
أكد الدكتور أيمن أبو العلا أن التدخين هو أحد الأسباب الأساسية للوفاة والأمراض القاتلة حول العالم، ويمكن الوقاية من هذه المخاطر إما الاقلاع تماما عن التدخين أو البحث عن وسائل مستجدة تعمل على تقليل المخاطر الجسيمة الناتجة عن التدخين، ومنها التحول من التبغ المحترق من خلال السجائر التقليدية إلى التبغ المسخن الذي لا يتعرض لعملية الاحتراق وما ينتج عنها من أضرار جسيمة.
عرض الدكتور أيمن أبو العلا عرضا تتضمن تلخيصًا لأهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة العلمية الميدانية التي قامت بها «الحملة» بهدف التوعية الصحية بمخاطر التدخين، مشيرا إلى أن «استراتيجية الحد من أضرار التبغ» تقوم على تحويل المدخنين البالغين إلى استخدام منتجات جديدة تحتوي على النيكوتين ومنتجات تبغ أقل والتي لديها القدرة على تقليل التأثيرات الصحية السلبية للتدخين بواسطة الوسائل التكنولوجية الحديثة.
كما تضمنت فعاليات الندوة ثلاث مشاركات علمية، تناول الدكتور أيمن أبو العلا الأسباب التي دفعت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية الـ FDA للتصريح بتداول أجهزة التبغ المسخن، وأحالتها منتجات التبغ المسخن معدلة المخاطر إلى اللجنة الاستشارية العلمية لمنتجات التبغ، والتي ابلغت عن توصياتها بشأن الطلبات خلال اجتماع اللجنة العامة ومدى كفاية الدليل العلمي لدعم تسويق المخاطر المعدلة المقترحة.
أضاف أبو العلا أن عملية الحرق التي تتم في طرف السيجارة المشتعل تتم عند درجة حرارة تصل إلى 600 درجة مئوية، وهذه الدرجة التي تولد كل الدخان الذي ينتج عن عملية الحرق، وهذا الدخان يحمل بداخلة أكثر من 7000 مركب كيميائي ضار ويسبب الأمراض، مشيرا إلى أن منتجات التبغ المسخن تعتبر خالية من الدخان وتعتمد التسخين بدلاً من الحرق، فهي بالتالي تصدر بخارًا بدلًا من الدخان، وهو ما يساهم بالمحافظة على نقاء الهواء في الأماكن المغلقة، وبالتالي يجنب غير المدخنين ما يسمى بالتدخين السلبي، يضاف إلى ذلك التخلص من رائحة السجائر التقليدية.
أشار الدكتور محمد العماري إلى أن اللجنة الاستشارية بهيئة الغذاء والدواء الأمريكية أعلنت أن منتجات التبغ المسخن هي نوع جديد من منتجات التبغ التي تم تطويرها للتقليل من الضرر ذي الصلة بالتدخين بالنسبة للبالغين الذين لولا ذلك لاستمروا في تدخين السجائر العادية، وعلى عكس السجائر العادية، فإن منتجات التبغ المسخن تعمل على تسخينه إلى درجات حرارة أقل من درجة الاحتراق (الاشتعال)، لتوليد هباء يحتوي على النيكوتين، ولكن بمستويات أقل من المواد الكيماوية بكثير من دخان السجائر التقليدية، مشددا على أن هذا لا يمنع أن الدراسات أثبتت أن التدخين هو أحد حالات الإدمان، وله اضرار اقتصادية واجتماعية وبيئية وأصبح القاتل الثالث على مستوى العالم.
قال د. عمرو قنصوه أن قضية التدخين هي قضية وعى مطالبا بضرورة انتشار حملات التوعية على مستوى المنازل والمدارس والجامعات ودور العبادة لتوعية الأطفال والشباب بخطورة التدخين، خاصة وأن أغلب المدخنين، اتجهوا الى التدخين من منطلق التقليد أو التجربة او على سبيل الموضة.
من جانبه تناول الدكتور نور الدين مصطفى أن طبيعة التدخين السلبي والروائح الكريهة والتأثير على الأطفال بين السجائر التقليدية والتبغ المسخن، مؤكدا ان التدخين له تأثير مباشر وقوى على الاسنان خاصة وان التدخين يؤدى الى نشاط بكتيريا تسبب مشكلات كبرى على الانسجة الداعمة للأسنان مما يوثر على صحة الفم والأسنان.
استعرض نور الدين خلال الندوة طبيعة الهباء في التبغ المسخن، وكيف أنه أقل خطرًا من احتراق الدخان في السجائر، لأنه لا يتولد عنه حرق أو دخان، ولا يؤثر استخدامه سلبيا على جودة الهواء في الأماكن المغلقة، كما إن إحدى مميزاته هي الرائحة الأقل، كما أن الهباء الصادر عن التبغ المسخن يحتوي في المتوسط على مستويات أقل بنسبة 90 %من المواد السامة الصادرة مقارنة بالمستويات الموجودة في دخان السجائر التقليدية، فيما تشير الدراسات المختبرية إلى أن هذه المستويات المخفضة للمواد السامة بنسبة كبيرة جداً مقارنة بالدخان الناتج عن تجعل البخار المتولد عن المنتج أقل ضرراً من السيجارة التقليدية.
استعرضت الندوة نتائج ورشة عمل تضم 5 من المدخنين التقليديين و5 من المتحولين للتبغ المسخن لمناقشة أضرار التدخين والطرق المختلفة لتقليل أضراره، من خلال المقارنة بين السلبيات المؤكدة الموجودة في التدخين التقليدي، مقارنة بسلبيات تدخين التبغ المسخن.
في نهاية الندوة عرض د. محمد الباز 12 توصية حول أضرار التدخين والبدائل الحديثة له وبيانها كالتالي: –
1. المطالبة بمزيد من التوعية للأجيال الجديدة لمنع دخول أعضاء جدد مجتمع المدخنين
2. تبنى «الحملة» كافة إرشادات منظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية ذات الشأن بضرورة توعية المدخنين بالإقلاع عن التدخين نهائيا أو عبر وسائل متدرجة ومرحلية
3. تبنى «الحملة» توصيات إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA بأن التبغ المسخن مختلف بوضوح عن السجائر، ويقلل من التعرض للمواد الكيميائية الضارة.
4. اعتماد تقارير وكالة الصحة البريطانية والتي تؤكد أن ضرر التبغ المسخن أقل بنسبة 95% من ضرر السجائر التقليدية القابلة للاحتراق، كما أن أجهزة تسخين التبغ تقلل من التعرض للمواد الضارة للمستهلكين.
5. تطبيق استراتيجية الحد من أضرار التبغ والتدخين، بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، للإسراع في خفض معدلات انتشار التدخين والبحث عن بدائل للتدخين التقليدي أقل خطرا وضررا على المجتمع والبيئة.
6. مواصلة عملية التوعية بمخاطر التدخين وضرورة الإقلاع عنه، من خلال اعتماد ونشر دراسة حملة «معا من أجل ثقافة صحية» للتوعية بمخاطر التدخين، باعتبارها رؤية واقعية على طريق الإقلاع.
7. ضرورة التوسع في دراسات البدائل الواقعية لمكافحة التدخين وخاصة التبغ المسخن.
8. التواصل مع المؤسسات الصحية الأوربية والأمريكية خلال الفترة المقبلة «لجنة بريطانيا المختصة بالمواد السامة» UK’s Committee on Toxicity، للعمل على نشر أحدث النشرات والتوصيات العلمية بخصوص التدخين والتبغ المسخن.
9. ضرورة تشكيل فريق علمي متكامل للسفر إلى مصانع التبغ المسخن للتأكد عمليا من نتائج الدراسة.
10. التخطيط خلال الفترة المقبلة لتنظيم مؤتمر طبي عالمي للتوعية بأضرار التدخين واستعراض طرق الإقلاع المرحلية عنه باستخدام التبغ المسخن، وذلك بالتعاون مع المؤسسات الصحية ومنظمات المجتمع المدني.
11. الالتزام بالتعاون مع وزارة الصحة المصرية على مكافحة التدخين بكافة أنواعه مع وزيادة زيادة التوعية بالتبغ المسخن وقلة اضراره مقارنة بالتبغ المحترق.
12. سيتم رفع هذه التًوصيات الي الجهات المختصة مع الالتزام بالتعاون مع وزارة الصحة والجهات المعنية لتنفيذها.
نون – القاهرة – صلاح السعدني
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية