نون والقلم

د. مصطفى محمود يكتب: المتلفح بالصهيونية «عريان» يا ترامب

حققت إسرائيل 16 مكسبا سياسيا كبيرا بسبب دونالد ترامب. أخطرها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

حذفت وزارة الخارجية الأميركية مصطلح الأراضي المحتلة من موقعها الرسمي واستبدلته بالضفة الغربية وقطاع غزة. نقل ترامب سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس، لتصبح أول سفارة لدولة أجنبية في المدينة.

قطعت الإدارة الأميركية أيامه كل المساعدات المالية عن السلطة الفلسطينية، في خطوة قال ترامب مرارا إنها تهدف إلى الضغط على الفلسطينيين للقبول بمفاوضات مع إسرائيل في ظل الاستيطان. ووقف الدعم المالي للمستشفيات الفلسطينية العاملة بالقدس الشرقية وعددها 6 مستشفيات.

إغلاق مكتب تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، تلا ذلك طرد ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن. إلغاء القنصلية الأميركية العامة بالقدس، ودمجها بالسفارة في خطوة أنهت آخر تواصل رسمي بين السلطة الفلسطينية والحكومة الأميركية.

اعترفت الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية المحتلة. أعلن وزير خارجيته مايك بومبيو أن الإدارة الأميركية ما عادت تعدّ المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية مخالفة للقانون الدولي.

أيامه كانت الخطة الأميركية للسلام (صفقة القرن) التي كانت تهدف إلى إنهاء الصراع، على حساب الفلسطينيين، عن طريق الضغط عليهم للقبول بوضع تسيطر فيه إسرائيل على كامل أراضي فلسطين التاريخية، ومنح الفلسطينيين حكما ذاتيا، تحت مسمى دولة، دون سيادة حقيقية على المعابر أو الأمن، وتسيطر فيه تل أبيب على كامل القدس الشرقية وتضم 30% من الضفة الغربية. ساعد ترامب في عمليات تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية، شملت حتى الآن الإمارات والبحرين والسودان والمغرب.

مع تضمين المستوطنات الإسرائيلية في اتفاقية التعاون العلمي الأميركية، لتوسيع تطبيق التعاون العلمي الثنائي، ليشمل المستوطنات بالضفة الغربية ومرتفعات الجولان السورية المحتلة. تسجيل المواليد الأميركيين في القدس أنهم ولدوا في إسرائيل، أن يدرجوا مكان ميلادهم على أنه القدس أو إسرائيل على جوازات سفرهم.

تأييد الحملة العالمية لمقاطعة وسحب الاستثمار وفرض العقوبات على إسرائيل (بي دي إس) مظهرا من مظاهر معاداة السامية. بدأت واشنطن بوضع اسم صُنع في إسرائيل على البضائع المنتجة في المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ومع ذلك الصهيونية ذاكرتها ضعيف للغاية – ذاكرة سمكية- لا تعترف بالفضل لأحد، ومن يتلفح بإسرائيل، ويتغزل في رقيها ومدنيتها، ويدفع الكثير من حقوق الأخرين لإرضائها، يجنى السراب.

هذا ما حدث للرئيس السابق دونالد ترامب، والذي يعيش حاليا أسوأ وقت. فحلم ترامب أن يتحدث الجميع عن كم هو رائع أن يترشح للرئاسة مرة أخرى، يكاد أن يصبح أضغاث أحلام، بدلاً من ذلك، يتحدث الجميع عن مدى جنون استضافته كاني ويست ونيك فوينتيس لتناول العشاء في مار إيه لاجو.

ومع كل ما قدمه ترامب قامت الحملة التي يقودها اللوبي اليهودي في أمريكا بطرح سؤال عبر وسائل التواصل الاجتماعي: لماذا كان ترامب يتناول العشاء مع ويست في المقام الأول؟؛ مؤكدين أن ترامب يعلم تصريحاته المعادية للسامية. ففي 9 أكتوبر، تم اختيار ويست كمرشح نهائي لـ «معاداة السامية للعام» من منظمةStopAntisemitism.org

على الجانب نجد أن فوينتيس قال لليهود أن يصمتوا بشأن الهولوكوست: «لقد سمعت ما يكفي عن هذه المحرقة. لقد سمعت ما يكفي عن ذلك.. كانت المحرقة الحقيقية هي صلب يسوع المسيح».

في أبريل، اقترح «مناقشة القوة اليهودية» كأجندة كبيرة تالية للجمهوريين. في فبراير 2022 ، تفاخر في بثه التلفزيوني  America First :أنا مثل هتلر تمامًا. وفي نفس الشهر، بصفته قوميًا مسيحيًا أبيض، أعلن فوينتيس: «أمريكا، على ما تستحقه، أسسها المسيحيون البيض.. المسيحية دين هذه الأمة. ليست اليهودية، ولا التلمود، ولا تلك الأشياء.. وإذا أردنا أن نجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى، فلدينا الحديث عن هذا الشيء المعادي للبيض الذي يحدث».

وحضر فوينتيس مسيرة «توحيد اليمين» في شارلوتسفيل في عام 2017 هتف المتظاهرون «لن يحل اليهود محلنا». كان حاضرًا أيضًا في مبنى الكابيتول في 6 يناير. وأشاد لاحقًا بالهجوم على مبنى الكابيتول ووصفه بأنه «رائع».

على الجانب الأخر نجد أن أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين يريدون التخلص من دونالد ترامب بعد سلسلة من الأخطاء المدمرة للذات من قبل الرئيس السابق والتي يعتقدون أنها تفتح الباب أمام منافسيه الجمهوريين لتحديه وإلحاق الهزيمة به في الانتخابات التمهيدية الرئاسية لعام 2024. يرون إن ترامب يبدو ضعيفًا بشكل متزايد في الانتخابات التمهيدية بعد ما وصفوه بسلوكه غير المنتظم في الأسابيع الأخيرة، الأمر الذي أثار شكوكًا جديدة بشأن قدرته على هزيمة الرئيس بايدن أو أي ديمقراطي آخر في الانتخابات العامة.

الحملة ضد ترامب تشير إلى أنه سيواجه صعوبة بالغة في أداء القسم كرئيس مرة أخرى خاصة بعد تصريحاته أنه لا يؤيد التمسك بالدستور.  خاصة أن أي شخص يسعى للرئاسة ويعتقد أن الدستور يمكن تعليقه أو عدم اتباعه بطريقة ما، مستحيل أن يصبح رئيسا للولايات المتحدة.  وبالتالي تعليقاته حول تعليق الدستور واجتماع ترامب مع فوينتيس يحتمل أن تكون «قاتلة» لتطلعاته السياسية.  هذه نقاط ضعف تقترب من الموت بين المجموعة التي تحب دونالد ترامب.

تعثرات ترامب الأخيرة يمكن أن تشجع منافسيها الجمهوريين على اعتباره قابلاً للهزيمة في الانتخابات التمهيدية لعام 2024.  ربما يرشح السناتور تيم سكوت الذي ينظر إليه أيضًا زملاؤه في مجلس الشيوخ كمرشح محتمل للرئاسة في عام 2024.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى