نون والقلم

صالح السعدي يكتب: الريادة الإماراتية في مجال المساعدات الإنمائية والإنسانية

تأسست دولة الإمارات العربية المتحدة على مبادئ التسامح وحب الخير وتقديم يد العون للأشقاء والأصدقاء. وقد استمرت الدولة على ذلك النهج الإنساني منذ تأسيسها في الثاني من ديسمبر عام 1971 وحتى الآن.

وقد أصبحت الإمارات إحدى الدول الرائدة في مجال المساعدات الإنمائية والإنسانية، حيث إنها تراعي في مساعداتها الجانب الإنساني الذي يتمثل في احتياجات الشعوب، دون النظر إلى التوجهات السياسية ولا البقعة الجغرافية، أو العِرق، أو اللون، أو الديانة، للدول المستفيدة من هذه المساعدات.

وأصبح هذا النهج الإنساني إرثًا متأصلًا في السياسة الخارجية لدولة الإمارات، حيث بدأ مع الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسار على نفس النهج المغفور له بإذن الله الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، وها هو القائد الإنساني صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يواصل المسيرة في تقديم يد العون والمساعدة للجميع من الأشقاء والأصدقاء، حتى أصبحت الإمارات إحدى الدول المانحة الرئيسية على مستوى العالم.

وتهدف المساعدات الخارجية لدولة الإمارات إلى الحد من الفقر، ودعم الأطفال، وحماية وتمكين النساء والفتيات، وتحسين النقل والبنية التحتية، والتعاون لتعزيز الأداء الحكومي، وتحسين حياة المجتمعات الأقل حظًا، ونشر الاستقرار والسلام والازدهار في المنطقة، وتنمية علاقات الإمارات مع الدول الأخرى، بالإضافة إلى تشجيع قيام علاقات اقتصادية مع الدول النامية تقوم على تحقيق المنافع المتبادلة.

ومن أجل تنسيق المساعدات الإنسانية الخارجية وجمع خبرات الجهات الإماراتية القائمة على تقديم الاستجابة الإنسانية، تم تأسيس اللجنة الإماراتية لتنسيق المساعدات الإنسانية الخارجية، بناء على قرار مجلس الوزراء لعام 2014 ، والذي يعكس التزام الدولة بتطبيق أحدث الأهداف الإنسانية، وتعزيز مبدأ التعاون..

وتأتي جائحة فيروس كورونا «كوفيد- 19» لتكون دولة الإمارات العربية المتحدة في الموعد، حيث لم تتأخر عن دعم الدول الشقيقة والصديقة في العالم، فكانت الإمارات من أوائل الدول الداعمة للمبادرات الإنسانية خلال جائحة «كوفيد- 19»، حيث شكلت المساعدات التي قدمتها الدولة 80% من حجم الاستجابة الدولية للدول المتضررة خلال تلك الجائحة.

ومنذ بدء الجائحة في عام 2020 وحتى يوليو عام 2021، بلغ إجمالي المساعدات الطبية، والأجهزة التنفسية، وأجهزة الفحص ومعدات الحماية الشخصية، والإمدادات 2154 طنًا، تم توجيهها إلى 135 دولة حول العالم. وبلغ إجمالي رحلات المساعدات الطبية 196 رحلة، كما تم إنشاء 6 مستشفيات ميدانية في السودان، وغينيا كوناكري، وموريتانيا، وسيراليون، ولبنان، والأردن، وتجهيز عيادة متنقلة في تركمانستان. وتم إرسال مساعدات إلى 117 دولة من مخازن المنظمات الدولية المتواجدة في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي. كما تم أيضا التبرع بعشرة ملايين دولار كمساعدات عينية من دولة الإمارات إلى منظمة الصحة العالمية.

وقد عملت دولة الإمارات، بناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، رئيس الدولة، حفظه الله، كصوت عالمي لأفريقيا؛ فقد كانت الإمارات في طليعة الدول الداعمة للقضايا الإفريقية، مثل المساواة في تقديم اللقاحات لإفريقيا من أجل دعم تعافيها من «كوفيد– 19».

كما أن رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لـ«صندوق بلوغ الميل الأخير» شكلت دوراً حاسماً في القضاء على الأمراض التي يمكن الوقاية منها، والتي تؤثر على المجتمعات الأكثر فقراً وضعفاً في العالم، ومساعدة ملايين الأطفال والبالغين على عيش حياة صحية وكريمة. على مدى العقد الماضي وأكثر، خصص صاحب السمو أكثر من 470 مليون دولار أمريكي لتحسين النتائج الصحية للشعوب في جميع أنحاء العالم.

وتعد دولة الإمارات مساهمًا رئيسيًا في المنظمات متعددة الأطراف؛ حيث تدعم الدولة العديد من صناديق التنمية التابعة للأمم المتحدة، بما في ذلك اليونيسف، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

إجمالًا، قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ تأسيسها في عام 1971، وحتى أغسطس عام 2021 مساعدات إنسانية وإنمائية تقدر قيمتها بأكثر من 320 مليار درهم، استفادت منها أكثر من 150 دولة حول العالم. وتأتي المساعدات الخارجية لدولة الإمارات في إطار دعم أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030.

 نائب سفير الإمارات لدى مصر

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى