من المعضلات الكبرى التي تمر على المسلمين هي عدم وضوح المفاهيم الإسلامية في الذهنية العامة، وكذلك تدني الوعي العقائدي، والافتقار للبحث الموضوعي الدقيق وعدم مطالعة ما كُتب عن تاريخ ما قبلنا بروح علمية حيادية، وعدم تقصي الحقائق بعين الباحث المحقق في الموروث الديني.
وهذه المعضلة لها أسباب عدة، منها: هامشية الثقافة في الوسط الاجتماعي، ومنها تصدي من طرح نفسه لعنوان ورمزية مجوفة فكرياً وعلمياً لقيادة المجتمع بمسميات دينية وأخرى روحانية، ليكون السواد الأعم من الأمة قد سلموا أنفسهم طواعياً لهذه القيادات، لأنهم مأمورون باتباع الرموز الدينية من باب التكليف الشرعي كما يسميه البعض، من دون تحقيق وتدقيق في ضوابط وشروط الاتباع!!!
وهذا بطبيعة الحال سوف يؤدي إلى الانمحاق التدريجي لهذه الضوابط ويكون الهرم التدريجي للقيادة المدعاة فارغه عن محتواها العلمي ليكون الأمر أخطر مما نتصوره وندركه، وتنتج عنه غياب الحقيقة وفقدانها، ويكون الضرر واضحا بسبب انتساب أهل البدع والزيغ والانحراف ضمن دائرة الإسلام ليكون بعد ذلك ستارا وحصنا لهم لبث سمومهم القاتلة من الأفكار المنحرفة، ليصدروها بحركات دينية وتحت مسمياة عدة، وليست غائبة عن الأذهان، وتنعكس هذه الأفكار على الشباب في المجتمع الإسلامي على وجه التحديد، ليكونوا أداة بيد هؤلاء المارقين، فيكون أولئك الجهلاء فكرياً وعقائديا في دائرة الإيمان ليحرفوا شريعة الله عن وجهتها الحقيقية، ويجعلون آرائهم وأفكارهم ومناهجهم البراقة سبيلا لخداع البسطاء، والمشكلة الأكبر هي تشويه العقائد والمفاهيم الإسلامية الحقيقية التي رسمها الإسلام بعناية ربانية متكاملة وضمن سياق قراني دقيق في الفهم والمعنى، هذا التشوية في العقيدة أصبح حاجزا عن دخول الناس في دين الله، بل أصبح حاجزا للبحث والتقصي عن آثار ودلائل الدين القويم، وأصبحت المجتمعات تنظر إلى ذلك الإسلام المشوّه نظرة استخفاف وازدراء بسبب الانحرافات والأساطير والأكاذيب.
والغريب في الأمر أن التاريخ حاضر للجميع ونرى الانحراف والبدع والزيغ والأهواء الفاسدة قد سمعها الجميع ولم تدحض ممن أخذ على عاتقه استئصال تلك الجراثيم العقائدية بروح العلم والتحقيق في الموروث الإسلامي.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية