سيعودون من حيث جاءوا وأيديهم فارغة.
هؤلاء الذين أخرجتهم أجهزة سرية من جحورهم، وقذفت بهم إلى منطقتنا، ليسوقوا بضاعة بائرة، لها آلاف السنين، تزكم الأنوف برائحتها الكريهة، ولم تهتم بها غير حفنة من الناس، وضعت عليهم علامات تكشف سرهم وفعلهم، فانزووا بعيداً عن المجتمعات، داخل البيوت المظلمة أو حول المدن في أكواخ وخيام متناثرة في الفيافي، حتى كبار القوم في بعض الممالك والإمبراطوريات المذكورة في التاريخ، كان أولئك الكبار يخشون الفضيحة وسوء السمعة، وحسمهم التاريخ في دفاتره، ولم يذكرهم إلا في خانة الشذوذ.
ماذا حققوا؟
لا شيء، فأفعالهم التي شهدناها ليست سوى قشور، واجهتها قناعة وانتماء وإيمان، وهي ركائز لا تهتز، ولا تتساقط أمام شعارات ملونة ومجموعات فاسدة، تريد أن تنقل عدواها انتقاماً لبلواها !
سيعودون من حيث جاءوا، نحن مطمئنون، وغير خائفين على سلامة مجتمعاتنا، فالمرضى كانوا قلة لا تذكر قبلهم، وسيبقون كذلك بعدهم، فنحن نتعامل مع مثل هؤلاء على أنهم مرضى، نلفظهم، ونحصرهم في حظائر تليق بهم، مثل الحيوانات المجروبة، ولا يعود إلا من شفى واستوى ورجع إلى طبيعته، ومن يصرّ فليس لمجتمعنا حاجة إليه.
فهذه مجتمعات محصنة بدين سمح وعقيدة راسخة، لا تهزها طفيليات متولدّة في مستنقعات متعفنة، وهذا ما أفشل المجموعات المنظمة، التي أرسلت إلى كأس العالم، حركاتهم وإصرارهم على إبراز أنفسهم أضرهم ولم يضرنا، بل أفادنا، حيث حولت الشك الذي كان يراود بعضنا إلى يقين.
فمن كان يعتقد بأن الانحراف والشذوذ وقلب كيان الأسرة وموازين الطبيعة حرية شخصية غيّر من وجهة نظره، وخرج بحقيقة تقول «إن الشواذ يدارون عالمياً من جهات تستهدف ثوابت الأمم الراسخة، وإنهم ليسوا أكثر من وسيلة استخدمت لصالح تلك الجهات» !
وقد خابوا وخابت أمانيهم.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية