سومية سعد تكتب: الإنسانية ليس لها دين أو وطن
الإنسانية ليس لها دين أو وطن ولا تعرف الكراهية ولا التمييز، وتؤكد أن الحب والسلام أساس التقدم والطريق الوحيد لراحة النفس، ويلزم الجميع بثقافة قبول الآخر مهما كان لونه أو دينه أو جنسه أو عرقه.
وإنما توجد في القلوب الرقيقة وحاضرة في جميع تفاصيل حياتنا في كل المهن وﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻳﺘﻌﻠﻤﻮﻥ من بعضهم الرحمة وﺍلإﻧﺴﺎﻧﻴﺔ فجميع الأديان تحث على ذلك، وخاصة الأطباء والتي تصف مهنتهم بمهنة الإنسانية. فلابد من توفر الإخلاص في عملهم وفي تعاملهم مع مرضاهم، وفهمهم العميق للإنسانية المهنة التي يعملون بها، وهو أمر غاب عن البعض منهم، فهي مهنة إنسانية لها ضوابط وميثاق وشرف يحمله الأطباء في قلوبهم وليس في جيوبهم.
ولكن يوجد منهم من يحسسونك أن رغم قسوة البشر إلا أنهم موجودون يحنون عليك ويحسون بيك. والأكثر عندما يكون الشخص مريض أو في انتظار أشعة أو تحاليل به يغير مصيره من شخص سليم أو به مرض مزمن. في الطب مهنة إنسانية وما أجمل أن تقدم بابتسامة وترحيب، يستقبل الطبيب الهندي انيل أرورا أخصائي الأشعة مستشفى زليخة في الشارقة، فيطفئ أوجاعهم، ويداوي آلامهم فالإبتسامة هي عمل خير صامت، عمل خير بريء وصادق، وإن الإبتسامة على قصر مدتها وعدم حاجتها لجهد أو مال أو حتى كلام تفعل بالنفس الكثير وتريح القلوب الموجعة من المرض والأكثر من ذلك.
وأنها صورة من صور الرحمة لبعض المرضى والذين ربما تكون حياتهم قد دمرت بسبب قصص وأمراض لا يعلمها غير الله إن الرحمة بالبشر لا تشترط حتى لغة يفهمها الطرفان ربما لا تكون لغة مشتركة ولكن الابتسامة والإنسانية تفهم بكل اللغات فرُبَّ ابتسامة أزاحت غمامة كالحة من الهم والتعب والكدر عن قلب إنسان.
ومن يشاهد الدكتور أنيل عن قريب وهو يهون على المريض ويشرح له حتى لو بلغه لا يفهمها المريض ويخفف عنه حدة التوتر والقلق ويحنو على المريض ليخفف من روعه، كلها صور للإنسانية لا تختلف بلغه ولا وطن.
وغيرها من الصور بعد أن أصبح البعض يجسم صور الطب في أبشع صوره، وينسى أن عمل الخير هو الطريق إلى إرضاء الله، وكل من يستطيع تقديم خدمة فليقدم بها لمن يحتاجها خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها أهالي المرضي ومحاولة البعض استغلالهم، من خلال زيادة قيمة الفواتير الطبية حتى وصلت الزيادة في بعض الأماكن، إلى أسعار خرافية علاوة على إجراء فحوصات طبية ومخبرية وإشعاعية وتداخلات جراحية، وصرف أدوية لا يحتاجها المرضى، وعدم احترام المريض أو عمل شيء إلا إذا دفع فاتورة تعذيبه وكأنهم يثقلون على المرضي زيادة على همومهم حتى لا نكون نحن والمرض عليهم.
فتحية للطبيب وغيره من الأطباء الشرفاء أصحاب الضمائر الحيّة أينما كانوا، وأينما وجدوا شكر وثناء لا نستطيع إيفاءهم حقهم ولكن الأجر عند الله فهو أعظم من كل أموال الدنيا.
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية