نون والقلم

د. أسامة آل تركي يكتب: الاحترام قبل الحب

كنت أتحدث مع أحد الأقارب وهو قريب مني جدا، فمنذ أن عرفته لم أختلف معه في أي موضوع ولم يتدنى الحوار بيننا لمستوى التجريح، ولم نهتم بسفاسف الأمور، وعندما كنت أراجع نفسي وجدت بأن قناعتي التي كنت استخدمها طول حياتي هي التي جعلتني أحافظ على أقرب الناس لي وهي نظرية احترمني قبل أن تحبني، لأنه ومن المؤكد أنه إذا حل الاحترام بين اثنين سيصاحبه مودة ورحمة ومحبة.

ولكن إذا كان الحب خال من الاحترام لن تمضي فترة معدودة إلا ويتلاشى هذا الحب وتحل محله الكراهية والبغضاء.

وهناك علاقات زوجية باءت بالفشل بسبب عدم الاحترام المتبادل، فإذا رغبت العشرة مع أي شخص كائن من كان يتصف بالاحترام فسوف تدوم هذه العشرة، ولا يمكن أن تنتهي، وحتى إذا شاءت الظروف والأقدار وتم الانفصال تبقى الذكرى الجميلة في النفوس .

نصيحتي بعد هذا العمر الذي أمد الله لي وخرجت بهذا المفهوم الذي جعل علاقتي بكثير من الأهل والأصدقاء علاقه تشوبها الألفة والاحترام والمحبة، وأحاول أن لا أخسر أحدا مهما صغر حجمه أو كبر مقامه، سيظل الاحترام هو دستوري، وأدعو الله أن أحافظ على هذا الميثاق وأتمسك به لأخر العمر، حيث أنه من وصايا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ( أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا )، فقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم، دائما بتقوى الله تعالى وأن نعامل الناس بحسن الخلق، فحسن الخلق مفتاح كل خير.

وورد الكثير من الأحاديث قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي، قَالَ: اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ, وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ»، رواه الترمذي حديث حسن صحيح.

أدعو الله أن يجعلنا منهم ويحفظكم ويحفظ ديننا الحنيف وإلى لقاء آخر.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى