من الواضح أن هناك من يوجّه الحرب الأوكرانية نحو التوسّع لتشمل دولاً أخرى.
مسألة الصاروخين اللذين سقطا في قرية بولندية على الحدود المشتركة مع أوكرانيا لا يمكن أن تستوعب في ظل التطوّرات الأخيرة للمعارك الدائرة، وردّة الفعل من الناتو والدول المجاورة الأخرى تدل على أن هناك من يبحث عن ذرائع تسمح للدول الغربية بإكمال الحصار الاقتصادي ضد روسيا وإطالة أمد هذه الحرب التي كادت تستنزف إمكانات الروس، وكذلك مخازن الأسلحة في الغرب.
روسيا نفت إطلاق صواريخ قرب الحدود البولندية، وأمريكا لم تُدِن، ولكن تؤكد وقوفها مع الدول الأعضاء في الناتو، وبولندا منها، ولا يمكننا أن نستبعد إرسال قوات وأسلحة متطورة إلى ذلك البلد بدعوى حمايته، وهذه ستكون خطوة استفزازية جديدة للرئيس الروسي، وهو الذي ترك ميدفيديف، الرئيس السابق ونائبه الحالي، في مجلس الأمن الروسي يصرّح قبل هذا الحادث بيوم «أن بلاده لم تستخدم إلى الآن الأسلحة الفضائية، واكتفت بتلك التقليدية»، لكنها قد تضطر، وساعتها ستتساقط الأقمار الصناعية وستدخل الحرب في نفق مظلم، فهذا ما كان يقصده!
الغريب أن هذا التطوّر، والاتهام الذي يصل إلى حد الإدانة، حدثا بعد يوم واحد من كلمة الرئيس الأوكراني زيلينسكي في قمة العشرين، التي أعلن خلالها أنه لن يتفاوض مع الروس، وهنا نقف عند «الأيدي الخفية» التي تصعّد المواجهة بدلاً من العمل على إيجاد نقاط التقاء يمكن أن تنهي الحرب، رغم أن الجميع، من أمريكان وأوروبيين، يتحدّثون عن فشل الطرفين في تحقيق انتصار حاسم، روسيا بترسانتها، وأوكرانيا بدفاعها عن بقائها، ولكن هناك من يحرّض ويوهم كل طرف بأنه قادر على تحقيق النصر.
في كل حرب هناك أطراف لها مصالح، ربما تكون دولاً، وقد تكون فئات تحقّق مكاسب مادية ومعنوية وشخصية من وراء النار المشتعلة، فالتصعيد الذي نتابعه ليس وليد التطوّرات فقط، بل هو ناتج عن التدخّلات.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية