على مدار تاريخه الطويل يضرب الشعب المصري المثل والقدوة في وعيه وحكمته وصبره من أجل الحفاظ على هذا الوطن وتماسكه وتحضره، ويعطى دروسًا بالغة في الوطنية لكل من يستهين بعقوله أو يحاول استغلال أزماته، وتوجيهها سياسياً بهدف تحقيق أغراضه الدنيئة على حساب هذا الوطن.
ومن المؤكد أن درس 11/11 الأسبوع الماضي كان درسًا قاسيًا لـ الجماعة الإرهابية التي استنفدت كل مخططاتها وأدواتها بهدف إحداث فوضى أو بلبلة في الشارع المصري والإعلان عن وجود موطئ قدم لها في أي بقعة في مصر، لضرب المؤتمر الدولي للمناخ في شرم الشيخ.
وكلنا يعلم أن تحديد الجماعة لهذا اليوم لم يكن صدفة أو عشوائياً، وإنما بتنسيق مع قوى الشر بالخارج التي كانت تعلم موعد زيارة الرئيس الأمريكي بايدن في هذا اليوم، وأنه سوف يلقى كلمته مساء هذا اليوم، وكان هدف الجماعة الدنيء أن تحصل على لقطة لأي تجمع ولو لدقائق معدودة، لبثه على فضائيات العالم والسوشيال ميديا للمتاجرة به ولفت انتباه قادة العالم في شرم الشيخ، إلا أن الوعي الشعبي المصري قد ضربهم في مقتل وأفشل كل مخططاتهم.
الحقيقة أن الشعب المصري أثبت وبجدارة أنه شعب مسئول تجاه وطنه برغم كل الظروف والمعاناة التي يمر بها منذ جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية التي تسببت في زيادة الأسعار وارتفاع التضخم، وكان لها تأثير بالغ على شرائح كثيرة من المصريين.
صحيح أن الجميع يعلم أن العالم كله يمر بأزمات شديدة وأن أكبر اقتصاديات العالم قد تأثرت إلى حد أن المواطنين في أوروبا وأمريكا وكثير من دول العالم يئنون من زيادة الأسعار، وهناك شرائح كثيرة لجأت إلى بنوك الطعام لعدم قدرتها على مواجهة الأسعار بعد أن تأثرت سلاسل الإمداد وفقد كثيرين لوظائفهم إضافة إلى مشكلات الطاقة وغيرها من المستجدات الدولية التي تركت آثارًا سلبية على معظم المجتمعات، إلا أن الأمر في مصر يختلف بسبب قيام الحكومة بالعمل في مسارات شتى وكثيرة لإحداث نهضة شاملة في البلاد.
ومع أن الجميع على قناعة بأن مصر كانت في حاجة ماسة إلى كل المشروعات التنموية الكبرى لتعويض ما فاتها طوال أكثر من أربعين عاماً مضت، إلا أن الظروف العالمية الجديدة باتت ضاغطة وبشدة على الاقتصاد المصري، وهو أمر يستدعى من الحكومة إعادة ترتيب أولوياتها خلال هذه الفترة والعمل على تخفيف العبء على المواطن المصري الذي باتت شرائح كثيرة منه تعاني في مواجهة أعباء الحياة ومنها احتياجاته المعيشية.
إذا كان المواطن المصري قد وصل من الوعي والرشد أن يكون في الصفوف الأولى لمواجهة كل المحاولات الدنيئة التي تقوم بها هذه الجماعة لتخريب وهدم هذا الوطن وما تم من إنجازات فيه خلال السنوات القليلة الماضية ويفخر بها عامة المصريين.. وإذا كان المصريون قد خرجوا للاحتفال في مساء هذا اليوم بقدرتهم على إفشال مخطط كل العملاء والخونة والإرهابيين ونجاح مصر في التنظيم الرائع للمؤتمر الدولي للمناخ في شرم الشيخ والإعلان عن قدرتهم في الحفاظ على وطنهم واستقراره وتقدمه.. فإنه في المقابل يستحق من حكومته أن تبذل جهودًا مضاعفة للتخفيف من آثار الأزمة الاقتصادية العالمية.
حمى الله مصر
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية