انتهت كل القيود والإجراءات الخاصة بـ«كورونا»، وأصبحنا كما كنا في بداية 2020 وما قبلها، غير ملزمين بالكمامات والفحص المتكرر والالتزام بعلامات المرور الأخضر، وكان بودنا أن نحتفل بهذه المناسبة، ويكون عنوان مقالنا «مبروك» طويلة بحجم المساحة المتاحة.
ولكن المبدع حسين الجسمي سبقنا وأطلق أغنيته عن وداع الجائحة والعودة إلى الحياة الطبيعية بعد ساعات عدة من رفع القيود، وخيراً فعل لأنه جنبنا الاندفاع والفرح وربما الاستهتار انتقاماً من الألف يوم التي قضيناها في محابسنا الاختيارية، وعشنا كل أوقاتها تحت ضغط الإصابة بالفيروس الذي جعلنا نضبط أحوالنا وكأن ساعات تعمل ما بين قلوبنا وعقولنا، ونتحكم في تصرفاتنا، حتى قاطعنا أحبه نشتاق إليهم، واكتفينا بالمكالمات الهاتفية.
ألف يوم مع قلة الحركة ومنع تجول في وسطها، وعدم مقدرة على مراجعة المؤسسات الخدمية، والاكتفاء بإنجاز كل شيء عبر التطبيقات التي تصيب مرة وتفقد عقلها مرات، وهي ألف يوم قاسية بلا أدنى شك، ولكنها وبصريح العبارة كانت فاعلة، كل تلك القيود التي قُيدنا بها كانت ضرورية حتى نخرج بأقل الخسائر، وهذا ما حصل مقارنة بالآخرين، خصوصاً أننا لم نوقف الدور الذي تقوم به مطارات دولتنا، فهي نقطة اتصال وتواصل بين الشرق والغرب والجنوب والشمال، ومع ذلك كانت عاصمتنا منذ بداية الجائحة وحتى انكماشها متربعة على رأس قائمة أكثر المدن احترازاً في العالم.
فقد توفر لنا ولزوارنا كل ما نحتاجه من أجهزة فحص إلى مضادات إلى مراكز حجر إلى خيام تغطي البلاد إلى مستشفيات مجهزة بكل المستلزمات، كنا وكأننا قد اتخذنا الاستعدادات لهذه الجائحة قبل أن يسمع بها أحد، وهذا تصرف قيادة حكيمة تقرأ المستقبل وتعالج الحاضر ولا تقف عند عتبات الماضي، هي التي كان تحركها فورياً وحاسماً، وحافظت على تماسكنا، فلها الشكر الجزيل، ولأولئك الذين وقفوا في مقدمة الصفوف وضحوا، وللجميع.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية