يحكى أن أحد القضاة ذات يوم دخل عليه الحاجب فقال له: يا حضرة القاضي توجد امرأة عند الباب تستأذن الدخول..!! فقال له القاضي: إذا كانت جميلة فدعها تدخل.
غاب الحاجب قليلا ثم رجع فقال: لقد صرفتها يا سيدي لأنها ليست بذاك الجمال.. اندهش القاضي عندما سمع كلام الحاجب وغرق في نوبة من الضحك ثم أمر بحبسه ثلاثة أيام..!! لأن القضية التي سينظر فيها كانت لامرأة اسمها «جميلة بنت خميس الملص».
من هنا نبدأ.. الموضوع هو تغير الظنون عند بعض البشر خصوصا في مجتمعنا الصالح. ولكن البعض الغير صالح من هم يلعب بهم سوء الظن والسبب هو ما يدعونه من الضغوطات اليومية والضغوطات النفسية والظروف والأحوال وهم يعيشون في أفضل حياة بلا همّ بلا إعاقة بلا مرض بلا عجز بلا فقر حقيقي.
أمسى البعض منا يحكمه الظن رغم أن الله عز وجل قال في عزيز قوله سبحانه «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ». ولكن كما يقول الأجانب في حالة الأيام الجديدة نجد الواقع الحالي وهو إن البعض وربما البعض الأغلب من يعاني من العجز النفسي وهو بكل الخير.
حاجب القاضي سمع ولم يتحقق ورسم القرار على مفهومه السلبي، ونسي قول الله عز وجل في سورة الكهف {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا * ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا} [الكهف:103 – 106].
احذر سوء الظن يا أخي وصديقي، أنا ابن بلدك ابن عرضك ابن وطنك ولا تكون الحاجب بل كن القاضي وأقضي بالعدل فكل ما يخرج من لسانك وفكرك يشرح لي من أنت ومن أنت لهذا الوطن الغالي.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية