ونحن ننتظر الإجابة عن أسئلة الأمس الموجهة إلى جهات الاختصاص سنذهب إلى «نتفليكس» وغيرها من منصات بث الأفلام والإنتاج المرئي بأنواعه المختلفة، فهؤلاء يتبعون أسلوب منصات التواصل الاجتماعي نفسه، وهذا غير مستغرب لأنهم جميعاً ينتمون إلى المصادر والتوجهات الفكرية والعقائدية نفسها، وحتى إن اختلفت الأسماء وتعدد الملاك!
الطابع العنصري يغلب على «نتفليكس» في جوانب كثيرة، فهي تركز في محتوى إنتاجها على إطلاق الأحكام ضد فئات معينة من البشر، وتستخدم عبارات تمييزية تمس العرق واللون والدين واللغة والجنس، وفي الجانب الآخر تمجد أجناساً وأدياناً وانتماءات وأعراقاً، وقد يحدث ذلك في «فيلم» واحد، سواء كان وثائقياً أو درامياً، أو في مسلسلات بنيت قصصها على هذا التوجه، وفي كثير من الأحيان نتبين أن الذين يؤلفون تلك القصص يعملون وفق برنامج مدروس وممنهج، وليس من باب الجهل، فالتوجه العنصري لا يصدر عن الجهلاء!
ومع كل ذلك سنأخذ ما يدور في «نتفليكس» بحسن نية، ونبرر تصرفاتها بسوء التقدير، وقصور الثقافة العامة، والتأثر بالحملات الدعائية المنظمة، والتي لا تستند إلى الأدلة والفهم الصحيح للواقع وللبعد التاريخي الذي يستمد من التاريخ الموثق، ولا أقصد تاريخنا، بل تاريخهم الذي كتب بنزاهة علمية قدمت الحقائق من دون تدخل للعواطف.
ولو فعلوا ذلك سيكتشفون أن المسلمين ليسوا تلك المجموعات المتطرفة التي تمارس الإرهاب، والعرب ليسوا «راكبي الجمال» كما يصفونهم في الأفلام والمسلسلات التي ينتجونها.
فالمسلمون من علموهم كتابة الأرقام بدلاً من الإشارات اللاتينية، وهم من قالوا لهم إن هناك رقم «الصفر» الذي فك عقدة حساباتهم، وعلموهم كمسلمين وعرب الفلسفة والجغرافيا وعلم الفلك، وما زالوا يتحدثون في كتبهم التي تدرس في الجامعات عن الإدريسي وابن الهيثم وابن رشد وابن سينا، وغيرهم العشرات، ومختبراتهم ومراكز علومهم في هذا الزمان تزخر بالذين يفتخرون بالجمال التي عبروا بها الصحاري لينيروا فكر الغرب.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية