أقترح على قنوات الإخوان التلفزيونية ومواقعها السوداوية، في كل عواصم أو ملاجئ المشردين التي اختاروها بعد أن خاصموا أوطانهم، أن يفتحوا بثهم على الهواء مباشرة في اليومين القادمين، وأن يصمت نافثو السم عن الكلام، ويروا أين وصلت هذه الأمة بعد قرابة عشر سنوات من تلك اللحظة الحاسمة والفارقة في تاريخ الإسلام والعروبة، لحظة تحطيم أصنامهم.
ولا ينسوا، أنني أذكّرهم، إذا كانت صحة بقية البقية منهم تهمهم، أن يعلنوا حالات الطوارئ القصوى في تلك البلاد، وأن تجهز أجنحة الرعاية الفائقة، فالأزمات والصدمات متوقعة وبكثرة، ولا أقول ذلك شماتة، بل مراعاة لهم، فهم، أي الإخوان، بحاجة إلى صدمة نفسية قوية توقظ كل حواسهم المغيبة عن الواقع وما آلت إليه الأمور، صدمة تزيل بقايا ذلك الحلم الذي راودهم بعد أن تلاعب بهم باعة الضمائر، من قالوا إن الأوطان لا قيمة لها، وإن الولاء للمحافل السرية وليس لأهلهم، وإن مصلحة تنظيمهم فوق مصلحة الوطن والمواطن، واعتقدوا أن فكر الأمة هو فكر البنا وقطب والقرضاوي والمرشد، وأن أتباعهم هم «حزب الله» وهم الغالبون، وأنهم الفئة التي على حق من بين كل المسلمين.
إنهم بحاجة إلى «هزة» تفوق هزات الزلازل، حتى «ترتج أمخاخهم»، ليفيقوا عندما يرون يد الإمارات في يد مصر، ويسمعوا ماذا يقول محمد بن زايد وعبد الفتاح السيسي حفظهما الله، وثبت خطاهما، وشد من أزرهما، وزادهما محبة على محبة ثبتت في القلوب، ونشرت المودة والاحترام والتقدير والتكاتف، فهذه الأمة بحاجة لمثلهما، لمن ينظر إلى أمته فيعتبرها امتداداً طبيعياً لوطنه، ولمن تتسع رؤيته لتشمل كل فئات شعبه، بفكرهم وانتمائهم ومعتقداتهم، لمن تتسع صدورهم للجميع.
إنه اقتراح، رغم علمي بأن الشياطين لن تتوب، ولكن ربما بعض أتباعهم ما زالوا في مرحلة التردد ليعودوا إلى رشدهم، فالقافلة تسير ولا تلتفت إلى بقايا طائفة ضلت بعد أن عميت بصائرها.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية