النبرة المتعالية من المخطئ لا تعفيه من تحمل مسؤولية أفعاله، ولا تطمس الحقيقة، زمان «عنتر» لن يعود، وبطولة «روبن هود» لن تتكرر، و«أبو زيد الهلالي» كان مثالاً في وقته، وكذلك «دون كيشوت» وغيره من الأسماء التي اكتسبت سمعتها من الخيال وليس الحقيقة.
على من تصرخ الولايات المتحدة الأمريكية اليوم؟
أقامت الدنيا ولم تقعدها بعد أن مستها حرارة النار التي أشعلتها، والعرب ليس لهم دخل فيها، فهي هناك عندهم، هم أرادوها فجاءت إليهم، ولم يجبرهم أحد على وضع دولة بحجم أوكرانيا ومقدراتها في مواجهة روسيا وترسانتها، فالأوروبيون بحاجة إلى روسيا الصديقة والمتعاونة، وليس إلى روسيا العدوة الرافضة للابتزاز الأمني والاقتصادي.
فهذا العالم كبير، لم يعد محوره أمريكا وأوروبا، هناك دول كبرى غيرهم، هناك آسيا من غربها إلى شرقها، فيها أمم تسابق الزمن والمحن التي مرت بها في حروب الغزاة ومآسي الاحتلال.
وهناك أفريقيا وأمريكا اللاتينية، هناك من يرفضون أن يكونوا حطباً لحروبهم، وقد كانوا نعم الأصدقاء، لأوروبا وأمريكا، ولكن الصداقة لم تنفعهم عندما أنعشوا اقتصاداتهم، وانتقلوا إلى مصاف الدول الواعدة، حطموا أسواق الأسهم والعقارات وأفشلوا صناعاتهم، وحاربوا منتجاتهم، حتى انهارت أسواقهم وتراكمت ديونهم.
يسنون قوانين مفصلة على مقاسهم، تراعي مصالحهم، وتقسو على الآخرين، وكلمة وأخرى فإذا بهم يهددون بالعقوبات ويأمرون العالم كله بتنفيذ قراراتهم ضد أي دولة شاؤوا!
قبل بايدن كانت السعودية وغيرها من دول الخليج على علاقة وثيقة بالولايات المتحدة، وفي السنوات العشر الأخيرة تشاركنا جميعاً في تحالفات ضد «داعش» والإرهاب، ولم تمس أمريكا ومصالحها أبداً، ولكن هذا الذي يصرح كل يوم، ويصرخ في كل مناسبة، بنبرته المتعالية ونبرة المتحدثين باسمه، هو من عكر صفو تلك العلاقة الوطيدة وأظهر الجفاء والصلافة في خطابه العلني.
فماذا جنى؟
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية