نون والقلم

أسعد الجوراني يكتب: الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

الحديث عن محور تاريخي مهم حول منطقة عربية ظلمت من قبل المفاوضين العرب وقادتها بعد انهيار الدولة العثمانية، وتعود جذور الصراع منذ عام 1530م.

ويعود السبب في ذلك الاضطهاد الذي تعرض له اليهود في الغرب حاول اليهودي الإيطالي «يوسف ناسي» الذي كان يعدّ أغنى رجل في العالم دعا إلى بناء مستعمرة تخص اليهود لكن مساعيه لم تتكلل بالنجاح.

في أواسط 1880 قامت الحركة الصهيونية في أوروبا بتكوين مجموعة أطلقت عليها «عشاق صهيون» (المؤتمر الصهيوني الأول كان في بازل عام 1897) طالبت هذه الحركة بإقامة دولة خاصة باليهود، ورأى العديد من الصهاينة أن موقع هذه الدولة يجب أن يكون في مكان الدولة التاريخية اليهودية المنطقة التي تعرف باسم فلسطين كانت فلسطين حينئذ جزءاً من الدولة العثمانية وتحظى بحكم محلي (ولاية) وكانت المنطقة مأهولة بالفلسطينيين العرب بشكل رئيسي .

لقد تبنت انكلترا منذ بداية القرن العشرين سياسة إيجاد كيان يهودي سياسي في فلسطين قدروا أنه سيظل خاضعاً لنفوذهم ودائراً في فلكهم وبحاجة لحمايتهم ورعايتهم وسيكون في المستقبل مشغلة للعرب ينهك قواهم ويورثهم الهم الدائم يعرقل كل محاولة للوحدة فيما بينهم، وتوجت بريطانيا سياستها هذه بوعد بلفور الذي أطلقه وزير خارجيتها آنذاك.

أما بالنسبة للدول الغربية فقد رحبت بالمشروع الصهيوني في فلسطين، فتلقى المشروع دعماً مالياً وعسكرياً ولوجستياً من دول مثل بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا. والتي رأت في كون الدولة العبرية التي يطمح الصهاينة لإنشائها في فلسطين، حماية لمصالحها في المنطقة أن السكان اليهود إلى عام 1920 يشكلون نسبة أقل من 8% من سكان فلسطين .

بدأ اليهود الغربيون في ثمانينيات القرن التاسع عشر، بتبني نظريات جديدة في استعمار الأراضي الفلسطينية تقوم على فكرة استبدال محاولات السيطرة المدنية أو السلمية بالسيطرة المسلحة.

وقد كان من أكبر المتبنين لهذه النظرية الحركة الصهيونية العالمية التي قالت: (إن اليوم الذي نبني فيه كتيبة يهودية واحدة هو اليوم الذي ستقوم فيه دولتنا).

تعاقبت الأحداث ما بين الأعوام ( 1890–1945 )وكانت بداية الأحداث هي التوجه المعادي للسامية في روسيا ومروراً بمخيمات الأعمال الشاقة التي أقامها النازيون في أوروبا وانتهاءً بعمليات الحرق الجماعي لليهود (الهولوكوست) وغيرهم على يد النازيين الألمان إبّان الحرب العالمية الثانية.

تنامت الرغبة لدى اليهود النّاجين من جميع ما ذُكر بإنشاء كيان يحتضن اليهود واقتنع السواد الأعظم من اليهود بإنشاء كيان لهم في فلسطين.

لاقى المشروع الصهيوني غضباً شعبياً عم كل فلسطين ورفضاً قاطعاً من كل الشخصيات السياسية آنذاك .

كان من بينهم مفتي القدس أمين الحسيني وعز الدين القسام ولاحقاً عبد القادر الحسيني، وزعماء سياسيين ودينيين وعسكريين آخرين، وكانت هذه هي بدايات نشوء المقاومة الشعبية في فلسطين.

فيما تباينت مواقف الشخصيات العربية والحكام العرب في تعاملهم مع هذا المشروع فمنهم من أيد الفلسطينيين في تحقيق مصيرهم ومنهم من التزم الصمت، ومنهم من مد يده لزعماء الحركة الصهيونية من أجل نيل رضى الحكومة البريطانية.

يُعتبر هذا النزاع القضية المركزية في الصراع العربي الإسرائيلي وسبب أزمة هذه المنطقة وتوترها بالرغم من أن هذا النزاع يحدث ضمن منطقة جغرافية صغيرة نسبياً، إلا أنه يحظى باهتمام سياسي وإعلامي كبير نظراً لتورط العديد من الأطراف الدولية فيه أن الدول العظمى في العالم منخرطة فيه نظراً لتمركزه في منطقة حساسة من العالم وارتباطه بقضايا إشكالية تشكل ذروة أزمات العالم المعاصر مثل الصراع بين الشرق والغرب، علاقة الأديان اليهودية والمسيحية والإسلام فيما بينها، علاقات العرب مع الغرب وأهمية النفط العربي للدول الغربية.

هل ستتحرر فلسطين من قبضة الاحتلال الإسرائيلي باختصار وجيز، نعم تتحرر من قبضة الكيان الغاصب إذا توفر المؤنة العربية والتي تتمثل بوجود وقفه عربية حقيقية صادقه وصامده من الدول والحكومات وأصحاب قرار ورأي وعزم الطيف المتنوع من القنوات الإعلامية والشخصيات المؤثرة على الصعيدين العربي والدولي التي لابد أن تكون لها وقفه مشرفه وحقيقية وبقرار عربي جامع لأنها هذا الاحتلال الجاثم على صدور الشعب الفلسطيني.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى