زيارة المستشار الألماني للمنطقة لها هدف واحد، هو الحصول على عقود تزويد بالغاز والنفط الخليجي بدلاً من الروسي الذي كاد أن يتوقف بالكامل.
قلت لكم قبل أسبوعين إن أوروبا تعيش حالة ترقب مشوبة بالخطر، نتيجة نقص الطاقة واقتراب فصل الشتاء، وذكرت ألمانيا بالاسم لأنني زرتها في أواخر يوليو الماضي وبداية أغسطس، وشهدت تداعيات ما تتعرض له تلك البلاد من تقشف في استخدام مخزونها من النفط والغاز، رغم أن آخر التصريحات المتفائلة ذكرت أن المخزون الألماني قد يصل إلى حده الأقصى مع بداية العام القادم.
وهذا أمر مشكوك فيه، وما التصريحات إلا نوع من بث الطمأنينة بين الناس، الغرض منه تخفيف الرعب الذي يسود المؤسسات المالية والاستثمارية، وكذلك الشركات الكبرى التي تدير عجلة الاقتصاد.
فالبدائل ما زالت قليلة، والزيارة التي قام بها المستشار للإمارات والسعودية وقطر مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بهذا الموضوع، فالحل هنا، وقد كثرت الزيارات من قادة الدول الغربية للخروج من الأزمة أو المأزق الذي يعيشونه.
وكان بايدن رئيس الدولة الأكبر والأكثر أهمية من افتتح الطريق، وألمانيا مهمة جداً، فهي أكبر وأغنى اقتصاد في أوروبا، وتقود منطقة اليورو بأكملها، واليورو في هذه الأيام يئن تحت وطأة الضغوط المحيطة به.
دول الخليج تربطها علاقات قوية بالغرب، ولن تتوانى في مد يد العون إذا كانت قادرة على سد الفراغ الذي نتج عن الخلاف الغربي مع الروس، وقد كانت دول الخليج واضحة منذ البداية.
وقالها ماكرون رئيس فرنسا بعد زيارته، فالإنتاج في النهاية له حدود مرتبطة بالإمكانات الفنية، وأي فائض سيذهب إلى الدول المستحقة، وأوروبا تأتي في المقدمة، وأي ضرر يلحق بها قد ينعكس علينا في المنطقة كلها، وليس في الخليج فقط، وهذا ما يجعلنا نحرص على أوروبا المستقرة، لهذا لم يعد أولاف شولتز مستشار ألمانيا إلى بلاده خالي الوفاض، فقد وجد في الإمارات قلباً منفتحاً ويداً ممدودة.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية