يشهد العالم تغيرات جذرية كبيرة، وخاصة بعد انتشار جائحة كورونا التي كانت تداعياتها كارثية على مختلف المستويات الصحية والاقتصادية والاجتماعية، وخلفت ملايين الضحايا في مختلف دول العالم، وجعلت هذا الكوكب يمر بتحديات لم تعرفها البشرية من قبل.
ولم يكد يتنفس العالم الصعداء من وطأة هذا الوباء حتى اشتعلت نيران الحرب الروسية الأوكرانية. كما تشهد مناطق عدة في العالم تطورات تتغير فيها مصير الأمم. فأصبح العالم اليوم بحاجة أكبر إلى تفعيل دور الحوار السياسي بين الدول المتصارعة، وتبني مبادرات السلام وتقديم يد العون والمساعدة إلى المتضررين من جائحة كورونا ومن الحروب.
ودولة الإمارات اليوم بجهودها تلعب دوراً كبيراً في نشر الأمن والسلام في العالم. وكما جاء على لسان ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، في كلمة دولة الإمارات التي ألقتها أمام الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث قالت: «إننا ونحن على أعتاب مرحلة جديدة للنظام الدولي، خيارُنا في دولة الإمارات أن يكون شعار هذه المرحلة هو السلام والتعافي والازدهار ضمن إطار نظام عالمي منفتح، قائم على شبكة متينة من العلاقات الدولية التي ندشن فيها مسارات جديدة للتعاون المشترك في مجالات الاقتصاد والتنمية المستدامة والتكنولوجيا المتقدمة والبحث العلمي».
وفي هذه المرحلة، التي تشهد تغيراً جذرياً في العالم تعمل دولة الإمارات من منطلق تعزيز السلام بتفعيل دورها لحل الخلافات بين الدول المتصارعة، وذلك في محاولة للتخفيف من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية التي جعلت كثيراً من دول العالم على عتبة الفقر والمجاعة، وخاصة فيما يتعلق بتصدير القمح لدول العالم والغاز الروسي إلى أوروبا.
واليوم ينتظر الأوروبيون شتاءهم بقلق بسبب النقص في الطاقة، إلى غير ذلك من الأزمات الاقتصادية والسياسية والصحية وغيرها التي سوف تواجه العالم إذا استمرت هذه الحرب.
إن دولة الإمارات وبقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تحظى بثقة ومكانة عظيمة بين دول العالم، لم تكتسبها إلا بجهودها الحثيثة في نشر السلام، ودعم الحلول السلمية والحوار، وتقديم يد العون والمساعدة لشعوب العالم، حيث عملت على دعم دول كثيرة لمواجهة وباء كورونا من خلال تقديم المساعدات إلى أكثر من 178 دولة، شملت مساعدات طبية وغذائية ولقاحات كورنا، ما خفف على الشعوب معاناتها.
وقال رئيس الدولة، حفظه الله، في إحدى المناسبات إن «التضامن الإنساني هو سبيل البشرية للتعامل مع التحديات التي تواجهها وطريقها نحو الخير والازدهار»، فتأكيد دولة الإمارات قيادة وشعباً ومقيمين على نهج العمل الإنساني قولاً وعملاً هو من أهم الأدوار والجهود الدولية التي تقوم بها دولة الإمارات.
تؤكد دولة الإمارات ذلك من خلال مد الجسور الإنسانية والإغاثية، وتبنيها المبادرات الخيرية والإنسانية، بالتعاون مع المنظمات الأممية والمؤسسات الخيرية التابعة للأمم المتحدة والهلال الأحمر والصليب الأحمر العالميين، وتعاونها مع المؤسسات المحلية للدول التي ترسل لها دولة الإمارات المساعدات بشكل دوري، والعمل على ضمان وصولها باستمرار إلى الشعوب المحتاجة، وقد وضعت دولة الإمارات استمرار هذه المساعدات على رأس أجنداتها، مركزة على هدف سامٍ واحد، وهو تقديم يد العون والمساعدة من دون تمييز بين الأديان والأوان والقوميات أو التوجهات السياسية، لأن الإنسان أولاً وآخراً هو الهدف.
نقلا عن صحيفة الخليج الإماراتية
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية