أيام تفصلنا على منافسات كأس العالم لكرة القدم في قطر.. ملايين البشر يستعدون للسفر إلى هذه الإمارة الصغيرة التي صنعت الحدث.. وأصبحت قطر مؤهلة لاستقبال المشجعين والمتطوعين والفرق الرياضية والمسئولين والإداريين والأطقم الطبية وحتى رجال أمن كبار النجوم وبالإضافة إلى من سيقوم على خدمة هؤلاء من أكل وشرب وإقامة وقيادة سيارات وأتوبيسات.. إلخ
ونالت مصر نصيباً من المتطوعين أكثر من 100 شاب سوف يتوجهون إلى قطر للمشاركة في إرشاد الفرق والمسئولين والمشجعين وتوعيتهم بالعادات والتقاليد الخاصة العربية، وفي نفس الوقت سيكونون سفراء لمصر هناك.
هؤلاء الشباب قدموا في مسابقة التطوع التي نظمها الاتحاد الدولي بالتعاون مع اللجنة المنظمة لكأس العالم منذ عامين تقريباً، وتقدم لها أكثر من 150 ألف شاب من مختلف دول العالم.. تم اختيار 20 ألف متطوع و15 ألف من أبناء قطر وخمسة آلاف من كل دول العالم.
واهتمت الحكومات بهؤلاء المتطوعين، وقدمت لهم تسهيلات حتى يكونوا سفراء لدولهم حتى إن بعض الدول تحملت تذاكر السفر إلى قطر وأخرى قدمت لهم تخفيضات على الطيران واستخراج أوراق السفر ودول مثل السعودية دعمت بمبلغ لنفقات المعيشة في قطر.
ومن أيام عقدت وزارتا السياحة والطيران اجتماعاً لبحث خطة جذب المشجعين في المونديال لزيارة مصر.. وقررت تقديم تسهيلات لهم للحضور إلى الأماكن السياحية المصرية، خاصة أن التوقعات تشير إلى أن 3 ملايين مشجع سوف يصلون إلى قطر خلال فترة المونديال.
وكان يمكن للاجتماع أن يلقى نظرة على المتطوعين الذين تم قبولهم وأغلبهم طلبة وخريجو كليات طب وهندسة وإعلام وسياحة، وأغلبهم يتحدث أكثر من لغة، فهم واجهة مشرفة لمصر، وكان على الوزارتين بالاشتراك مع وزير الشباب والرياضة أن يدعوا هؤلاء إلى اجتماع لمعرفة احتياجاتهم أولاً والحديث معهم عن آليات الترويج السياحي لمصر وكيفية إقناع الجماهير التي يرشدونها إلى الحضور إلى مصر ومد هؤلاء بأوراق الدعاية والهدايا التذكارية لتوزيعها على الملايين التي ستحضر إلى قطر لمدة شهر تقريباً.
فالشباب المصري يحتاج فقط إلى أن ترشده الحكومة إلى دوره، وماذا سيفعل وكيفية التواصل مع السفارة المصرية في قطر.. ومنحهم إحساساً بأن الحكومة لن تتخلى عنهم.. وكانت لشبابنا تجربة ناجحة في كأس العرب التي أقيمت في قطر في مطلع العام الحالي.. الفرق أن متطوعي كأس العرب تم إيفادهم من وزارة الشباب والرياضة.
أما متطوعو كأس العالم فقد خاضوا منافسات ومقابلات ولقاءات مع مئات آلاف من الذين قدموا في فترة التقديم للتطوع ونجحوا في الوصول إلى هدفهم.
فالشباب الذي تم قبوله في كأس العالم بقطر جمع نفسه في مجموعة، ويقومون الآن بتدبير تذاكر السفر من جيوبهم وكذلك تدبير محال إقامة لهم عن طريق معارفهم الذين يعملون في قطر وكلهم إصرار على الوصول إلى الدوحة للمشاركة في حدث عالمي كبير مثل كأس العالم، وكنت أتمنى من وزراء الشباب والسياحة والطيران التواصل معهم ودعمهم حتى يكونوا خير سفراء لمصر وعلى شركات السياحة أن ترعى هؤلاء في هذه المهمة .
إن التطوع عمل رائع وأصبح جزءاً من التقييم والتوظيف لأي شاب، أي ركناً في السيرة الذاتية، وأخيراً اهتمت الحكومة بقضية التطوع مع انطلاق المشروعات الكبرى، وعلى رأسها المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» التي يتطوع بها آلاف الشباب يجوبون القرى والنجوع بكل حماس لخدمة أهاليهم وهو ما لم يكن في مصر منذ سنوات، وأتمنى أن تستمر هذه الروح وتمتد إلى كل شاب في مصر.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية