مصر على أعتاب حدث عالمي كبير وهو استضافة مؤتمر المناخ، وكلنا يعلم أن مصر قادرة على أن يخرج هذا المؤتمر في أبهى صورة.. ولكن الأهم كيف تستفيد مصر من هذا المؤتمر في ظل التغييرات التي يشهدها العالم.
لا شك أن مؤتمر المناخ في دورته القادمة على أرض مدينة شرم الشيخ، يختلف عن كل مؤتمرات المناخ السابقة، لأسباب فرضتها ظروف الطبيعة، والصراعات العالمية، وهو ما يجعل هذا المؤتمر ذات أهمية مضاعفة.
لم يسبق أن شهد العالم كل هذه التحولات السريعة والخطيرة التي شهدها في الشهور القليلة الماضية، بسبب غضب الطبيعة، مما تسبب في جفاف أنهار أوروبا الخلابة وتحول بعضها إلى مستنقعات للمياه الراكدة، وتركت آثارا مدمرة على مساحات هائلة من المزارع، كما تسببت في نفوق نسبة كبيرة من الثروة الحيوانية في ايطاليا وفرنسا وهولندا وغيرها من دول أوروبا التي شهدت ارتفاعًا في درجات الحرارة لم تعرفها من قبل.
وفى المقابل شهدت مناطق أخرى من العالم فيضانات وسيولا مدمرة تسببت في مقتل المئات وتدمير البنية التحتية للبلاد، وجميعها ظواهر طبيعية جديدة على الكرة الأرضية نتيجة التغيرات المناخية التي يجتمع من أجلها قادة العالم في شرم الشيخ.
أيضًا تأتى هذه القمة على أرض مصر في ظل توترات عالمية جديدة لم تحدث منذ انتهاء الحرب الباردة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وتسببت في أزمة غذاء عالمية، وأيضًا في أزمة الطاقة، وكلنا يعلم الارتباط الوثيق بين الطاقة والمناخ ويسعي العالم للبحث عن مصادر جديدة للطاقة النظيفة.
في وقت تفكر فيه بعض دول أوروبا التي تعاني من أزمة حادة في الطاقة إلى العودة مرة أخرى إلى مصادر الطاقة التقليدية مثل الفحم وإعادة تشغيل المحطات النووية لتعويض وقف إمدادات الغاز الروسي، وهي واحدة من القضايا الشائكة والتحديات التي تفرض نفسها على مؤتمر شرم الشيخ، على اعتبار أن التغييرات المناخية وغضب الطبيعة بات تحديًا واضحًا وملموسًا بسبب ما فعله العالم المتقدم بالكرة الأرضية سواء جراء الثورة الصناعية، أو الطاقة النووية، ولم يعد هناك مفر من مواجهة الأزمة التي تهدد الجميع.
مؤكد أن مصر استعدت جيدًا لاستقبال هذا الحدث العالمي، ووضعت كل امكانياتها للخروج بالمؤتمر بشكل يعبر عن قدرة مصر وقيمتها وحضارتها، خاصة وأن هناك متابعة دائمة من الرئيس عبد الفتاح السيسي لكل كبيرة وصغيرة واستقبال زعماء العالم.
ولكن يبقى الأهم وهو مكاسب مصر من هذا المؤتمر بعيدًا عن المنح المقررة للدول الأكثر تأثرًا من تغيرات المناخ، وعلى رأسها دول القارة الإفريقية.
وفى اعتقادي أن المؤتمر فرصة نادرة أمام الحكومة المصرية لعرض امكانياتها في مجال الطاقة على دول أوروبا والتي يمكن أن تحل مشاكل الطاقة لدول الاتحاد الأوروبي من خلال الشراكة مع مصر في مشروعات الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة التي تشكل ثروة طبيعية على أرض مصر وتحتاج إلى التكنولوجيا والامكانيات الأوروبية لتحويلها إلى طاقة يستفيد منها الطرفان.
أيضًا هذا المؤتمر فرصة نادرة للتسويق السياحي ليس فقط لمدينة شرم الشيخ ولكن لكل المقاصد السياحية في مصر، وحبذا لو تم افتتاح المتحف العالمي الجديد بالأهرامات بحضور عدد من زعماء العالم وكل وسائل الإعلام العالمية مما يسهم في نقلة كبيرة للسياحة المصرية، حمى الله مصر.
نائب رئيس الوفد
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية