قال أبو بكر الديب، مستشار المركز العربي للدراسات، والباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي، إنه رغم إلغاء العالم للعبودية، ظهرت أنواع أخري من العبودية الحديثة وأن 70 مليون شخص أو أكثر مازالوا عبيدا.
وأضاف «الديب»، خلال حواره مع برنامج «من حقي» على قناة TRT، بأن العالم أصبح أقل عدالة واتضح ذلك في استحواذ الدول الغنية على لقاحات كورونا وعلى القمح المصدر من أوكرانيا، وعلى جهود مواجهة التغييرات المناخية.
وأشار الباحث في العلاقات الدولية إلى أنه ومقارنة بالإحصاء الأخير لمنظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة الذي صدر في عام 2016 بهذا الشأن، ارتفع عدد الأشخاص في العبودية الحديثة بنحو 9.3 مليون.
وأوضح أن معدلات العبودية الحديثة ارتفعت نتيجة التوترات الجيوسياسية والنزاعات المسلحة والهجرة غير الشرعية، وجائحة كورونا وتغير المناخ ما أدى إلى تفاقم مشكلات التوظيف والتعليم والفقر المدقع والهجرة القسرية. ووفقا لأحدث الدراسات، فإن العمل القسري يمثل 27.6 مليون من الذين يخضعون للعبودية الحديثة في عام 2021، من بينهم ما يزيد على 3.3 مليون من الأطفال، بينما يمثل الزواج القسري 22 مليونا.
العديد من البلدان لا تَعتبر العبودية جريمة قانونية
وأوضح أن العبودية ألغيت بالفعل في جميع البلدان على مدى القرنين الماضيين، ولكن العديد من البلدان لا تَعتبر العبودية جريمة قانونية، وتفتقد نصف دول العالم تقريبا لوجود قانون جنائي يعاقب على ممارسة العبودية أو التجارة بالعبيد، ورغم اقرار الولايات المتحدة التعديل رقم 13 على دستورها الصادر في عام 1865، والذي يحظر العبودية والعبودية القسرية لكنها وضعت ثغرة لعودة العبودية وهي نص «إلا كعقوبة على جريمة أدين فيها المتهم على النحو الواجب»، ما يوفر أساسا قانونيًا لاستمرار العبودية في البلاد.
في كثير من الحالات يتم فرض العمل العقابي مع معاقبة السجناء بالحبس الانفرادي إذا رفضوا العمل قائلا إن صناعة العمل في السجون تقدر في أمريكا بأكثر من مليار دولار أمريكي سنويا لبيع المنتجات التي يصنعها السجناء، وفي ولاية كاليفورنيا، يحارب 2500 من السجناء حرائق الغابات مقابل دولار واحد فقط في الساعة، مما يوفر للدولة ما يصل إلى 100 مليون دولار في السنة.
وأضاف أن أنواع العبودية الحديث بجانب العمل القسري، هي الزواج القسري وزواج القاصرات واستغلال المهاجرين غير الشرعيين والدعارة القسرية وعمالة الأطفال .
نون – القاهرة
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية