جائحة كورونا تقترب من نهايتها، ولكنها لم تنته، الإصابات تتراجع، والوفيّات كذلك، بعد قرابة ثلاث سنوات «عاثت» في الكرة الأرضية ولم تترك أحداً، وأخذت بضعة ملايين في طريقها الذي كان سالكاً، ونشرت رعباً بين البشر لم يعهدوه في حياتهم، وراوغت المضادات والتحصينات، وكأنها عدو موجّه!
هذه آخر البشارات تأتينا من مدير عام منظمة الصحة العالمية في آخر تصريحاته قبل يومين، تتضمن تفاؤلاً وتحمل تنبيهاً، رغم أن غالبية دول العالم قررت ومنذ عدة أشهر بأن كورونا أصبحت مثل الأمراض السارية العادية، فألغت كل الاحترازات، وما عادت تدقّق على شيء منها، مع استثناءات للمستشفيات والأماكن المزدحمة، وتركوا في أغلب الأماكن الخيارات للأشخاص.
فاختار الغالبية منهم عدم الالتزام بكل ما يذكّرهم بأيام الشدّة والرقابة الصارمة، واختفت الكمامات، وأصبح الذين يستخدمونها قلة يُنظر إليها باستغراب، وكأنهم يأتون فعلاً مستنكراً، وما عادت المعقّمات متواجدة في مداخل المؤسسات والشركات وحتى المكاتب الصغيرة، ورفعت إرشادات التباعد وعلاماته، وضعف حماس التعامل مع الإصابات الجديدة، واكتفت جهات الاختصاص بالتعليمات الهاتفية، وترك حرية المراقبة والمتابعة للمصاب، هو يحجر نفسه، وهو الذي يسعى للفحص!
ردّة فعل عالمية وكأن البشر يتحدّون كورونا، أو أنهم قد ملّوا منها ومن متطلباتها، وما عادت نتيجة الفحص تؤثر فيهم، سواء كانت سلبية أو إيجابية، ومدير منظمة الصحة العالمية أعطاهم قوة دفع جديدة ومهمة قائلاً: «إن النهاية تلوح في الأفق»، ونصح الدول بتوفير الأدوية والمستلزمات الطبيّة والكوادر الفنيّة، فقد تظهر موجات متفرّقة من أوميكرون وغيره!
أقول لكم «الوقاية خير من العلاج»، والكمام مازال رفيقاً لنا في حلِّنا وترحالنا، والله الحافظ.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية