في كل مجتمع هناك «الصالح والطالح» كما يقولون، ونحن نتشارك مع الآخرين، لسنا من المعصومين أو المنزهين، أخطاؤنا متشابهة مع أخطاء الغرب، ولدينا ميول في كل اتجاه، لم يولد الناس وهم متساوون مع بعضهم البعض، مثلهم مثل أصابع اليد الواحدة، تختلف رغم تجاورها، ومثل بصمات كل واحد منا، لها أشكالها، ولها تميزها، حتى بين الإخوان، وفي الطباع كل الناس يعكسون الحياة التي عاشوها، والظروف التي مروا بها، والأحداث التي شهدوها على مر الأيام والسنين، النفوس تخزن، والذاكرة ترصد، وردود الأفعال تتأثر.
نحن لا نعيب على الغرب، فهو يعيش مرحلة ابتلاء طالت كل شيء، حتى نسي أهله من هم وكيف كانوا وإلى أين وصلوا، وقلنا بأنهم أحرار في تحديد اختياراتهم وأولوياتهم، ولكنهم ليسوا أحراراً في فرض قناعاتهم علينا، هذه هي نقطة الخلاف بيننا وبينهم، خلاف وليس عداء، ما داموا لا يفرضون علينا ما نرفضه ونستهجنه، وهذا لا يعني أننا نعيش في «مدن فاضلة» في بلاد المسلمين الممتدة في منتصف الكرة الأرضية، لدينا كل أصناف البشر، ونأتي بخطايا كبيرة وصغيرة ومعها الفواحش المنهي عنها، المسكرات موجودة، ومعها المخدرات، تهرب ليل نهار، ولم تنجح محاولات الجهات الرقابية في منعها، ولدينا ما هو أكثر من ذلك، ليس اليوم فقط.
بل لم تنقطع المحرمات منذ أن تكونت المجتمعات الحضرية وقامت الدول، قبل التحريم وبعده، هناك فئات تنجرف خلف الممنوع والمحظور، وهنا بيت القصيد، فهي «فئات»، كانت وستبقى كذلك، فئات محصورة ومعدودة، أما الأكثرية التي تشكل المجتمع فهي متمسكة بكل ما يضمن سلامة الأجيال، ورافضة للانجرار خلف متع زائلة ومدمرة، ولا يمكن أن تسمح لفئات صغيرة انحرفت عن مسار الأغلبية أن تفرض رأيها، وأن يباح لها فعل مستنكر لأنها اختارته، والغرب ليس مرحباً به حين يتدخل في شؤون مجتمعات مازالت وستبقى تدافع عن قناعاتها.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية