اخترنا لكدنيا ودين

د. النشار: المشاريع الفكرية بعد 67 عطلت مشروع النهضة

انتقد الدكتور مصطفى النشار رئيس الجمعية الفلسفية المصرية وأستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة عملية طعن الكاتب الهندي الأصل سلمان رشدي على خلفية رواية آيات شيطانية. وقال أنه أيا كان ما كتبه الكاتب فهو ليس حجة على الإسلام، مضيفا أن الافا مؤلفة هاجموا الإسلام وبقي الإسلام، مؤكدا أنه لو طبقنا الإسلام لتحولنا الى الريادة مرة أخرى.

وتطرق الدكتور النشار في حوار شامل أجراه معه الزميل الكاتب الصحفي الدكتور مصطفى عبد الرازق على قناة «منبر واصل» على اليوتيوب إلى قضية تجديد الخطاب الديني فأشار إلى أننا درجنا على إثارة قضايا وعناوين دون مضمون.

وأكد على ضرورة العمل انطلاقا من قياس كل مشكلة تطرأ على القرآن والعقل وسنجد عبقرية الإسلام هنا تتمثل في أن النص لا يعارض العقل. ومن هنا قوله صلي الله عليه وسلم «أنتم ادري بشئون دنياكم» وأضاف أن مشكلتنا مع العنعنات، فضلا عن الكثير من جوانب الفهم الخاطئ للدين تعكس تداعيات خلافات مذهبية نحن الذين اصطنعناها بينما أن اصل الدين ليس فيه ذلك، وفي الوقت ذاته فإن القرآن والسنة فيهما الكفاية.

وانتقد الدكتور النشار المشاريع الفكرية المختلفة التي تم طرحها بعد هزيمة 1967 واستهدفت الخروج من حالة الأزمة في الواقع العربي.

الدكتور مصطفى النشار

ثنائية الأصالة والمعاصرة زائفة ويجب الانطلاق من مواجهة تحديات الواقع

وأوضح أن هذه المشاريع قامت على ما يسمى بثنائية الأصالة والمعاصرة، واصفا تلك الرؤية بأنها زائفة وبدلا من أن تقدم لنا هذه الرؤي مثل مشروع نقد العقل العربي للجابري أو المعقول واللامعقول لزكي نجيب محمود أو من العقيدة الى الثورة لحسن حنفي رؤي تتجاوز الثنائية عشنا أكثر في الثنائية ولم نتجاوزها.

وأوضح الدكتور النشار في حواره أن مساعي الخروج من حالة التخلف العربي الراهنة لا يمكن أن تخرج عن ثلاثة حلول وهي إما استعادة التراث والنهوض من خلاله كما يقول أتباع التراث وإما اعدامه والقطيعة معه لنبدأ مما هو قائم في الحضارة الغربية والبدء من حيث انتهي الآخرون. وإما الجمع بينهما على اساس منظور الأصالة والمعاصرة أو التراث والتجديد ولكن السؤال هو على اي أساس تكون مثل هذا الجمع. وأشار الدكتور النشار إلى أن أصحاب المشاريع الفكرية العربية فشلوا في توضيح كيف يمكن أن تتم تلك المسألة.

وأوضح أن المسألة ببساطة تتمثل في أنني أواجه تحديات مطلوب التعامل معها وكلها تحديات معاصرة، والتعامل معها يتم من منطلق أن ما ينفعني من التراث يمكن لي أن استدعيه تلقائيا بدون أي ضجة. وضرب مثلا في ذلك الصدد بما حدث في اليابان والصين حيث لم تسأل هذه الدول في قيامها بنهضتها عن نقطة البدء وإنما استدعوا ثقافتهم الأصيلة دون أن يقولوا ثنائية وما إذا كانوا يأخذون من كونفوشيوس أم من الغرب، فيما عشنا نحن العرب على مدى قرنين نبحث عن من أين نبدأ ؟

نون القاهرة

t   F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى