مع التقدم التكنولوجي الحادث في هذا العصر، ومع حجم التحديات التي تشهدها هذه المرحلة، ومع ثبات عدد ساعات اليوم الأربعة والعشرين، فإننا نجد أنفسنا أمام مأزق لتنفيذ الأنشطة اليومية، فما بالنا بالأنشطة التخطيطية والمستقبلية، ومن هذا المنطلق نجد أهمية اختيار الأولويات والتي تعتمد على عدة خطوات للتنفيذ أبسطها ضرورة تحديد كافة المهام وتقييمها تبعا لأهمية الهدف، والعمل على تجزئة المهام طويلة المدى ومتابعتها بشكل دوري مع ضرورة وجود رؤية محددة لمخرجات الأنشطة بالإضافة إلى تحديد المهام العاجلة لتنفيذها بشرط أن تكون متناغمة وواقعية، ولعلنا ندرك أن تلك الكلمات هي بمثابة خطوة من منهجية الدولة المصرية والتي يتمحور تنفيذها من خلال افتتاحات المشروعات القومية والاجتماعات الرئاسية والتخطيط لمشروعات تنموية عملاقة وأنشطة أخرى لم تسع الكلمات ذكرها مره واحده.
ولعلنا تابعنا بيان المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية، اليوم، بتوجيه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي للاستمرار في توفير كافة عناصر النجاح لمشروعات الاستصلاح الأراضي، بالتوازي مع حوكمة الإدارة والتشغيل، بهدف تحقيق الطاقة الإنتاجية القصوى المخطط لها، وذلك كمبدأ عام أساسي لجميع المشروعات التنموية على مستوى الجمهورية.
فتلك هي عقيدة الجمهورية الجديدة، الاستفادة القصوى من كافة الموارد المتاحة، بما يتوافق مع نظم الإدارة والحوكمة، بالإضافة إلى التنبؤ بكافة التحديات الممكنة ووضع خارطة طريق وآليات تنفيذية متنوعة من أجل تعزيز الاستفادة من مخرجات المشروعات وتفادي الآثار السلبية للتغيرات والتحديات العالمية.
فمع التحديات المصاحبة لأزمة الغذاء العالمية، تجد الدولة المصرية في خطوة استباقية لمشروعات تنموية عملاقة خاصة في مجال الاستصلاح الزراعي، لمواجهة الآثار السلبية لتلك الأزمة، من أجل أن ينعم المصريون بالأمن والاستقرار، فكان حرص فخامة الرئيس على المتابعة الدورية لكافة المشروعات القومية ولاسيما مشروعات الاستصلاح الزراعي، بمثابة إشارة بحجم اهتمام الدولة المصرية بما يخص تعظيم الخدمات المقدمة للمصريين حتى لا يتأثروا بالإثار السلبية للأزمات العالمية.
كما أن استعراض الموقف التنفيذي لمشروعات استصلاح الأراضي على مستوى الجمهورية، خاصةً في إطار الدلتا الجديدة وشرق العوينات وتوشكي وصعيد مصر والمنيا وبني سويف وكذلك مشروع الصوب الزراعية في قطاع اللاهون على محور أسيوط الغربي جنوب الفيوم ، بالإضافة إلى المتابعة الدقيقة لتفاصيل سير العمل بمكونات المشروعات من طرق ومحاور وآبار مياه ومحطات معالجة المياه وشبكة تغذية الكهرباء، فإنها تعد بمثابة رسالة أمان للشعب المصري، بأن الدولة المصرية ماضية على العهد لتعزيز وتحسين الخدمات المقدمة للمصريين.
حيث وجه السيد الرئيس بالاستمرار في توفير كافة عناصر النجاح لتلك المشروعات بالتوازي مع حوكمة الإدارة والتشغيل بهدف تحقيق الطاقة الإنتاجية القصوى المخططة، وذلك كمبدأ عام أساسي لجميع المشروعات التنموية على مستوى الجمهورية. كما اطلع فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، على الموقف التنفيذي الخاص باستصلاح الأراضي الزراعية في منطقة شرق العوينات حيث وجه السيد الرئيس بتدقيق الدراسات في منطقة شرق العوينات نظراً لطبيعتها الجغرافية، ونوعية التربة والتضاريس الجغرافية والمناخ ومصادر المياه المتاحة، مع انتقاء أفضل المحاصيل التي يمكن زراعتها في المنطقة بما يتماشى مع تلك العوامل.
ومن مشروعَات الاستصلاح الزراعي إلى مشروعات وزارة الإسكان ولا سيما مشروع التجلي الأعظم فوق أرض السلام بسيناء، ومدن المنصورة الجديدة والعلمين الجديدة وصواري، فضلاً عن تطوير منطقة القاهرة التاريخية، وكذلك سلسلة مشروعات سكن كل المصريين.
حيث تم استعراض سير العمل في عدد من المدن الجديدة على مستوى الجمهورية، والتي من بينها مدينة المنصورة الجديدة بطول 15 كم على ساحل البحر المتوسط مباشرة، بكافة مكوناتها من أحياء سكنية بمختلف أنواعها من عمارات وفيلات، ودور عبادة، ومركز الرعاية الطبية، ومباني تجارية وخدمية، ومحطات معالجة وتحلية المياه، ومحولات الكهرباء، بالإضافة إلى عرض مستجدات العمل في مشروع «التجلي الأعظم فوق أرض السلام» بسيناء، بكافة مكوناته الفندقية والسياحية والخدمية والطرق والمحاور المؤدية الى الموقع، كما تم عرض الموقف التنفيذي بمدينة العلمين الجديدة، فضلاً عن تطور الأعمال الإنشائية بمشروع صواري الإسكندرية، إلى جانب استعراض موقف المشروعات داخل العاصمة الإدارية الجديدة، خاصةً منطقة الأبراج في حي المال والأعمال بالإضافة إلى عرض مخرجات مشروع تطوير منطقة القاهرة التاريخية، والذي يهدف لاستعادة الوجه الحضاري للقاهرة، بما فيها عملية التطوير الجارية في سور مجرى العيون، وكذلك تطوير منطقة مثلث ماسبيرو بالإضافة إلى استعراض إنجازات مشروع للتدريب الحرفي والفني للشباب في القرى، وذلك بالتعاون مع وزارة الهجرة والمصريين بالخارج، وفي إطار مبادرتي «حياة كريمة» و«قوارب النجاة»، حيث وجه السيد الرئيس بتكثيف تلك النوعية من البرامج ورفع مستواها وزيادة عدد المتدربين من الشباب فيها لاكتشاف المواهب والقدرات المتميزة في المجال الحرفي والفني، مع صقلها على مستوى فني راقي، بالنظر لمساهمتها في دفع عجلة التنمية الشاملة في مصر والتي تحتاج لسواعد أبنائها الموهوبين والمبدعين في كافة المجالات.
فاختيار الأولويات لم يكن بالمهمة السهلة، ولكن مع التخطيط الجيد والمتابعة المستمرة وتكامل الأنشطة يصبح الحلم حقيقة وتصبح الأماني ممكنة، ومع تتابع الازمات يظهر أهمية التخطيط، ليصبح تفادي الأزمة حاضر نعيشه ومستقبل مشرق ننتظره، فسلاما على كل عقل يفكر، كل يد تعمل، كل عين تسهر من أجل رفعة هذا الوطن العظيم.. فتحيا مصر دائما وأبدا… تحيا الجمهورية الجديدة.
عضو هيئة تدريس بعلوم القاهرة
Abdelfattahemanalaaeldin@gmail.com
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية