نون والقلم

فريهان طايع تكتب: زواج القاصرات.. عار في جبين العرب

قصة الشابة هناء خضر التي أحرقها زوجها وهي حامل، حيث توفيت متأثرة بالحروق الجسيمة والجدير بالذكر أن هناء خضر تزوجت زواج قاصرات

والسؤال الذي يطرح نفسه إلى متى ستتواصل ظاهرة تزويج القاصرات؟

إلى متى سيتواصل هذا الظلم والاضطهاد في حق القاصرات؟؟؟

حكم عليها المجتمع أن تصبح زوجة ومن ثم أم الزواج أصبح عشوائي وبدون تخطيط، بدون تفكير في المستقبل، بدون تفكير في عواقب القرارات الغير سليمة

الأمس ضحية جديدة تضاف إلى ضحايا زواج القاصرات وهي الشابة هناء محمد خضر الشابة اللبنانية التي تبلغ من العمر 21 سنة والتي تزوجت قبل خمس سنوات في   سن 16 والتي قتلها زوجها بعد أن أحرقها لأنها رفضت الخضوع لأمره، لأنها رفضت أن تغضب الله وتجهض ابنها وهي في الشهر الخامس.

ولأنها قالت له لا وعبرت عن رفضها للإجهاض قتلها وقتل الجنين الذي بداخلها

وترك أطفاله الاثنان بدون أم، يتمهما، حرمهم من حنان الأم، طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات وابن عمره سنتان.

والسؤال المطروح ما هو مصير هؤلاء الأطفال الضحايا لإجرام الأب

كيف ستكون نظرتهم للحياة بعد اليوم.

كيف ستكون نظرتهم لأبيهم الذي قتل أمهم وسرقها من حضنهم ولم يحميها

ولم يفكر فيهم.

بل لوث حتى ذكريات أطفال صغار جدا لم يترك لهم حتى ذكرى جميلة عن العائلة.

هل لهذه الدرجة قد غابت المسؤولية من قاموس بعض الأزواج وأي كانت الخلافات لماذا لم يطلقها؟

لكان أفضل من أن يقتلها بهذه البشاعة، بشاعة تنبع من بشاعة روحه، روحه المشوهة وضميره الغائب.

هناء خضر ضحية للمجتمع الذكوري، بالأول هي ضحية لعائلتها التي زوجوها وهي قاصر لتكون أم مظلومة وزوجة مستعبدة، زوجة تتسلط عليها كل أنواع العنف بدون أن يمد لها أحدهم يد المساعدة والنجدة.

وكأن البنت مسؤولية كبيرة على عاتق عائلتها، يزوجونها لأي كان ومن ثم يتركونها تواجه مصاعب الحياة وصراعاتها بمفردها وكأنه ليس لها أحد في هذه الدنيا.

ليعنفها زوجها على أتفه الأسباب واليوم الذي أخبرته أنها تنتظر طفلها الثالث السيد عثمان لم يتقبل الأمر كيف تنجب له طفل آخر و هم بالنسبة له يشكلون هم كبير على عاتقه، فطلب السيد عثمان  منها بكل عنف أن تجهض لكنها رفضت فعنفها على أمام أمه و أخته اللواتي أستغرب كيف أنهن نساء، كيف لامرأة  أن تقبل  لامرأة  أخرى  هذا العنف و تستمع بمشاهدته، لم تفكر احداهن في مساعدتها من براثنه المتوحشة، لم تفكر احداهن في تهدئته وإخباره أنه أمر  الله و أن كل طفل يأتي رزقه  من عند الله، بل أعجبهن فيلم الرعب الذي كان يمارسه على زوجته و كأنها  جارية  مستعبدة لديهم ،أعجبهن استعراضه لكل فنون العنف، فالرجل في نظرهن هو ذلك الذي يعنف زوجته ويقتلها، صدق الذي قال عدو المرأة هي المرأة نفسها .

من ثم يقتلها لأنها رفضت أن تجهض ابنها بسبب هواجسه وهي عدم قدرته المادية بالتكفل بمسؤولية طفل آخر، نسي السيد عثمان هذه الآية القرآنية «وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا».

ربما في المستقبل كان كل شيء سيكون أفضل، لكن السيد عثمان اختار هذه البشاعة، اختار طريق الظلام، لتدفع ثمن روحه المشوهة والمريضة شابة في مقتبل العمر، تزوجها طفلة وقتلها شابة.

هناء كانت بالأول ضحية زواج قاصرات وكبش فداء لعائلتها ومن ثم ضحية زوجها المتوحش والشرس الذي قضى على روحها بدون رحمة، الذي أحرق جسدها.

11 يوما وهي تصارع وتتألم من الحروق على جسدها ومن ثم تعبت من الصراع ورحلت روحها وهي تتألم ولم يبق لها أي رغبة في الحياة.

هي رحلت لأنها لم تعد تحتمل أكثر من فظاعة هذا المجتمع الذي يعتبر المرأة مجرد جارية.

جارية لدى السيد عثمان الذي تزوج هناء طفلة وقتل هناء وهي شابة في سن الورود فقط بسبب تفكيره المريض والمعقد.

كم سنتحمل في هذا المجتمع المريض؟  وإلى متى ستبقى المرأة هي كبش فداء لهذه المجتمعات.

ما يحدث أكبر حرام في الأرض وفي السماء حتى الملائكة تتشفع من أعمال هؤلاء الوحوش.

للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا

 

t  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى