نشرت الصحف منذ فترة خبر وفاة أكبر أغا من أغوات الحرم النبوي الشريف عن عمر ناهز التسعين عاماً، وإذ بالخبر يرجعنا إلى أول زيارة لي للحرم النبوي الشريف في أوائل التسعينات.
وقد أصى أستاذي صلاح عزام مدير تحرير الجمهورية رحمة الله، أن أدخل الحرم النبوي من باب الأغوات، فسألته من هم هؤلاء الأغوات؟ فقال لي إنهم خدم الحرم منذ قديم الزمان.
وشرح لي قصتهم باختصار بأنهم نوع من البشر قصتهم حزينة تم جلبهم من الحبشة والسودان كعبيد في الصغر وتم خصيهم لغرض واحد على الأرجح حتى يقوموا على خدمة حريم الأثرياء دون أن يخشى منهم شيء على الحريم. رغم أن «الخصى» محرم شرعاً في الشريعة الإسلامية، إلا أن الخصى كان دايماً موجود في تاريخنا، حتى أصبحوا بمرور الوقت في زمن «محمد علي» تجارة يتم تصديرهم لجلب الأموال إلى خزينة الدولة عبر الضرائب والجمارك.
وكان يتم خصيهم في عملية لا إنسانية للأسف في صعيد مصر. من هنا أرسلوا لخدمة الحرمين المكي والنبوي، ومازال يتواجد عدد قليل منهم على قيد الحياة.
ويقول الطبيب الفرنسي «كلوت بك» أبو الطب الحديث في مصر ومؤسس «قصر العيني» إن هناك مواصفات للأغوات بجانب مظهرهم الخارجي الذي يميل إلى السمنة والصوت الأنثوي أن لديهم نزعه إلى الأذى والخوف وسرعة الغضب. وهي نتيجة طبيعية لما يشعر به بسبب زوال أخص صفات الرجولة عنه، بحسب ألفاظ «كلوت بك».
لم نقصد أحد !!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية