اخترنا لكاقتصاد وبنوك

صناع الصلب: المشروعات الحكومية أنقذت المصانع من إطفاء الأفران

كشف عدد من صناع الصلب عن تعرض صناعة الصلب لموجة حاده من الركود والتباطؤ الشديد في المبيعات من عام 2019 في أعقاب تعرض العالم بأسره لجائحة كورونا الشرسة، والتي أثّرت بالسلب على كل اقتصادات العالم دون  استثناء، بما فيها الدول الصناعية الكبرى، وعلى رأسها الصين والولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي.

أوضح الصناع  أن المشروعات الضخمة التي تنفذها الحكومة خصوصًا مشروعات  البنية الأساسية والمدن الجديدة كان  لها الفضل الأكبر في عدم قيام بعض المصانع، خصوصًا  التي  تعتمد على الدرفلة بإطفاء أفران الصهر لديها، حيث شاركت كل المصانع دون استثناء في التوريد لهذه  المشروعات، خصوصًا وأن غالبية المصانع كانت  تعتمد بشكل كبير  على تصريف أكبر  كمية منتجاتها  لسوق البناء العشوائي، والذي كان من أبرز سماته الفوضى العارمة.

وعقب اختفاء جائحة كورونا سجلت مبيعات المصانع نموًا ملحوظًا أخذ  في التصاعد عامًا بعد الآخر، ففي عام 2020 كان الإنتاج 6ملايين و900 ألف طن، وتم استهلاك نحو 6 ملايين و800 ألف طن، وارتفع  حجم الإنتاج والاستهلاك في العالم  التالي 2021، إذ سجّل الإنتاج نحو 7ملايين و400 ألف طن، ووصلت معدلات الاستهلاك إلى 7 ملايين و344 ألف طن، وخلال الربع الأول من العام الحالي 2022 ارتفع حجم الإنتاج إلى نحو 3 ملايين و500 ألف طن، وسجّل حجم الاستهلاك نحو 3 ملايين و280 ألف طن.

تعد ظاهرة تراجع  معدلات استيراد حديد التسليح خصوصًا التركي من أبرز الظواهر الإيجابية التي شهدها قطاع  الصلب  في مصر خلال الخمسة أعوام الأخيرة، وهو الأمر الذي جعل الصناعة من أكبر القطاعات الصناعية التي  شهدت نموًا خلال السنوات الأخيرة، وأصبحت رتب الصلب التي تنتجها المصانع سواء الرتب 400 أو 420 أو 500 عالية الصلابة والمقاومة للزلازل باستخدام أحدث تكنولوجيا في العالم تضاهي وربما تتفوق على رتب الصلب في أسواق كثيرة منافسة، خصوصًا في المنطقة العربية.

وربما تشهد السنوات القليلة القادمة مساعي من المصانع المتكاملة؛ مثل مجموعة عز وبشاي والسويس والمراكبي لإنتاج  رتب صلب أعلى من الموجودة حاليًا، وربما تسعى بعض المصانع للتحول إلى أن تصبح مصانع متكاملة هي الأخرى خصوصًا مجموعة العشري والجارحي وكل هذه المساعي والتطوير من شأنها إحداث معدلات نمو كبيرة في القطاع الصناعي بوجه عام، وزيادة نسبة مساهمة قطاع الصلب بوجهٍ خاصٍ  في زيادة  الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الوطني، ولكن يبقى على الحكومة دورٌ مهمٌ وهو مساندة هذا القطاع الصناعي الضخم بشتى الطرق.

نون القاهرة – صلاح السعدني

t   F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى