تسعى تركيا إلى إعادة أمجادها وتحقيق أحلامها في بسط نفوذها والذريعة التي تعول عليها منذ سنوات في مهاجمة مناطق شمال العراق، تواجد حزب معارض يقطن في تلك المناطق والهجوم ليس الأول من نوعه.
تواصل تركيا حملتها العسكرية في الشمال ضد حزب العمال الكردستاني وهذه ليست المرة الأولى التي تشنّ فيها هجماتها ضد الحزب داخل الأراضي العراقية فقد نفذت هجوماً بريا عام 2007 وآخر قبل نحو عامين تمكنت خلاله من تثبيت نقاط دائمة لها داخل الأراضي العراقية بعمق 30 كيلومترا.
وتحتفظ تركيا بأكثر من 10 مواقع عسكرية منذ عام 1995 داخل الأراضي العراقية. في محافظة دهوك قبل أيام حصل أيضا هجوم أخر المدنيين في مدينة زاخوا، حكومة الإقليم والجانب التركي ينظرون إلى حزب العمال الكردستاني بوصفه عدوا أو ضيفا غير مرحب به.
فبالنسبة إلى أنقرة يعد الحزب تنظيما إرهابيا ويهدد أمنها القومي، أما أربيل فمنذ نيل الإقليم الحكم الذاتي في عام 1991 فرض حزب العمال الكردستاني حضوره فيها بسبب قوته العسكرية وعلاقته الوطيدة مع الشخصيات الكردية وهذا الحزب الذي يقدم نفسه على أنه حامل القضية الكردية في الشرق الأوسط هو في الواقع منافس لإقليم كردستان العراق الكيان الكردي الوحيد الذي حصل على حكم ذاتي.
وتتواجد مقار حزب العمال الكردستاني في مناطق عدة على الشريط الحدودي العراقي التركي بدءا من بلدة زاخو ومرورا بمنطقة الزاب في قضاء العمادية بشمال دهوك وصولا إلى شمال أربيل في مناطق برادوست وخواكورك وسفح جبل قنديل الواقع بين محافظتي أربيل والسليمانية.
وفي ظل السياق السياسي المتوتر بالمنطقة انعقاد «القمة الثلاثية» التي جمعت الرؤساء التركي والروسي والإيراني وفق صيغة أستانة في طهران الأسبوع الماضي لم تصل إلى اتفاق حول البند الأبرز وهو العملية العسكرية التي تسعى أنقرة لإطلاقها في الشمال السوري لطرد القوات الكردية .
وبعدما فشل أردوغان في الحصول على ضوء أخضر روسي وإيراني للعملية العسكرية شمال سورية أعاد أردوغان التأكيد أن ملف العملية (العسكرية) الجديدة شمالي سورية سيظل مدرجاً على أجندتنا إلى حين تبديد مخاوفنا المتعلقة بأمننا القومي.
موقف إيران وروسيا موحد في رفض الهجوم على شمالي سورية التحذيرات التي تلقاها أردوغان في طهران حيال شن عملية شمال سورية كانت تحذيرات ضمنية وليس صريحة لا اعتقد بأن الأمر يدور حول مقايضة تقديم مكسب لأردوغان مقابل التراجع عن العملية فجميع المؤشرات تدل على أن أردوغان مصرّ على تنفيذ العملية العسكرية من دون تراجع لكن إن افترضنا أن أردوغان سيقبل فليس عند الروس والإيرانيين ما سيعطونه له كمقابل.
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية