إثيوبيا تبني في سد الموت لها أكثر من عشر سنوات وجميعنا يعلم أنه الخطر الأعظم علي مصر وأن نهر النيل معرض لأن يجف تماما مثلما جف نهر الفرات في العراق و رغم ذلك لم تتخذ الدولة أي إجراء يزيد عن الإجراءات الدبلوماسية التي استهلكت الوقت لصالح إثيوبيا لاستكمال بناء السد و تصريحات تطالب باتفاق قانوني ملزم رغم علم الجميع أن إثيوبيا ليست دولة تحترم القوانين و المعاهدات الدولية لا معنا و لا مع الدول الأخري و الآن يتم الملء الثالث وسط احتفالات أثيوبية بالانتصار علي مصر و استكمال بناء السد ومصر غارقة في تفاصيل مباراة الأهلي والزمالك وجرائم القتل المختلفة وأحداث أخرى لو امتنع الإعلام عن نشرها فلن يتغير مصير مصر.
بذلت الدولة الكثير من الجهد و المال لتطوير الجيش المصري و إمداده بأحدث أنواع الأسلحة برا و بحرا و جوا و هو الجيش الأقوى في أفريقيا و الشرق الأوسط طبقا للتقارير الدولية و رغم ذلك لم يتراجع الأحباش واستمروا في الاستفزازات عبر كافة وسائل التواصل الاجتماعي و الفضائيات للتأكيد بأن مصر عاجزة و لن تفعل شيئا يمنع الاستمرار في بناء السد وللأسف أن ما يقولونه هو الحقيقة علي أرض الواقع حتى الآن فهم يبنون و يحتجزون مياه النيل ونحن نؤكد أن حصة مصر لن تنقص و يصورون مصر أنها تستجدي أمريكا و روسيا و الصين لحل الأزمة ولكن إثيوبيا أهم من مصر عند كل هذه الدول وبالتالي فلن يتدخل أحد و لو حدث ذلك فلن يؤثر شيئا لأن مصالح هذه الدول مختلفة وهناك صراع بينها ستستفيد منه أثيوبيا و لن تستفيد منه مصر وأن مصر اقتصادها متدهور وأن هذا العامل تحديدا سيمنع مصر من القيام بأي عمل عسكري كما أن الأوضاع في السودان تتحكم فيها المخابرات الإثيوبية وتشعل فيها فتيل المعارك القبلية التي تستهلك طاقة الجيش السوداني في هذه المعارك و أن الجيش المصري لا يستطيع القيام بعمل عسكري إلا بالتعاون مع الجيش السوداني المنهك و الغارق في الصراع مع المظاهرات اليومية للمكون المدني السوداني.
أنا شخصيا لا أظن أبدا أن الدولة و جيشها المصري العظيم و أجهزتها القوية ذات التاريخ المشرف لا تتابع ما يدور في أثيوبيا لحظة بلحظة و صراعاتها العرقية التي لا تتوقف و نزاعاتها مع كل الدول الجارة لها وآخرها مع السودان الشقيق ولكننا نحتاج إلي اطمئنان أن هذا الخطر العظيم تحت سيطرة مصر و لا نحتاج إلى مزيد من التصريحات لأن المزيد منها أصبح هو ما يؤكد المخاطر خاصة أن السنوات العشر التي مرت أكدت لنا جميعا أن أثيوبيا ليست بالدولة التي نطمئن لها أبدا ولا أنها ستراعي أن هذا السد سيكون الحبل الذي يلف أعناقنا جميعا و أن الوقت يمر و ليس في صالحنا عنصر الزمن وأنا علي يقين أن شعب مصر بالكامل خلف قيادته السياسية و جيشه و أجهزته في كل ما ستقوم به مصر للخلاص من هذا الخطر الأعظم الذي يهدد مصر بالفناء ولا أعتقد أنه من الطبيعي أن نعيش بطمأنينة و راحة و هذا السد يرتفع كل يوم و يزداد قوة و يفرض الأمر الواقع ثم نعيش نستجدي قطرة المياه لنشرب أو نزرع كما لا يصح أن ننتظر تصريحات من بعض خبراء الري بعضها صحيح و بعضها يناقض بعضه و كأننا لا نعلم عن الأمر شيئا.
الخلاصة.. أن كل ما بنته الدولة في السنوات الأخيرة و المشروعات التي أنفق عليها تريليونات الجنيهات لا تغني عن نهر النيل و لا أن تمتنع مياهه عن التدفق لساعة واحدة فماذا نحن فاعلون.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية