دخلنا مرحلة جديدة في علاقاتنا مع الحليف الاستراتيجي، بعد قمة الأمن والتنمية بجدة ستكون قواعد هذه العلاقة وطريقة سيرها مختلفة عن كل المراحل السابقة.
في جدة كان الرضا واضحاً على الوجوه، وهذا انعكاس لما دار في اللقاءات الثنائية، وما عبرت عنه النقاشات المتبادلة، وما طرح في الجلسة المغلقة للقمة، وساد انطباع لدى أبناء المنطقة بأن السحابة السوداء التي سادت طوال سنة ونصف العلاقة بين إدارة جو بايدن الرئيس الأمريكي وبعض دول المنطقة قد تمت إزاحتها، خاصة وأن بايدن هو الذي بادر وكسر الجمود بعد أن تبينت له حقيقة الدور الذي تمثله هذه المنطقة في القضايا الدولية والعلاقات الثنائية.
الشرق الأوسط متى انتهت أزماته واستقرت أحواله عم الاستقرار وصلحت الأحوال في العالم كله، ومنطقة الخليج هي مفتاح الشرق الأوسط وقلبه، حيث لم نعد في القرن العشرين، عندما كانت دول الخليج تعتبر هامشية ويقلل كثيرون من أهميتها، وبأكثر دقة لا يحسبون حسابها، ومع بداية الألفية الثالثة والدخول في القرن الحادي والعشرين اختلفت الأمور، وأصبحت المبادرات والحلول تبدأ من هنا، ومعها الرؤية المبنية على العلم واستخدام التقنيات الحديثة، والمواقف القائمة على المبادئ الراسخة، تلك المبادئ الداعية إلى التسامح ونبذ الصراعات ورفض التدخلات الأجنبية في الشؤون العربية، وعندما استدعت الأمور في بعض الدول التدخل كانت مواقف دول الخليج وعلى رأسها الإمارات والسعودية هي صمام الأمان، فأوقفت مخططات وأفشلت مطامع، ووأدت نشر الفوضى، ومنعت تحول دول عربية إلى دول فاشلة.
وعندما بنى بايدن مواقفه على آراء تراكمت لديه منذ العهد الأوبامي، كان الرئيس هو الخاسر وبلاده الأكثر تضرراً، بينما تنوعت علاقات دولنا مع قوى عالمية أخرى، وحافظت على الحد الأدنى من العلاقات التي سمح بها بايدن، ولم تتعجل الأمور، وأثبتت الأيام أن هذه منطقة استراتيجية من النواحي العسكرية والاقتصادية وتأثيرها الكبير على إمدادات الطاقة، وجاء بايدن فوجد قلوباً مفتوحة وأيادي ممدودة.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية