نون والقلم

مجدي حلمي يكتب: التكنولوجيا قطار يسير بلا توقف

لا حديث للمصريين خلال أيام العيد إلا العشرة جنيهات الجديدة. العملة البلاستيكية التي تم طرحها قبل العيد بأيام.

أخبار ذات صلة

هذه العملة التي تلقفها المصريون وأصبحت عدية العيد، والناس خاضت بها تحديات كثيرة منهم من حاول تمزيقها وآخر أراد حرقها والآخر أراد «كرمشتها» وتطبيقها ومنهم من حاول الكتابة عليها وفشلت كل هذه المحاولات.

فالمصريون دائما يقابلون أي جديد بحالة من عدم الثقة، وهو نفس الأمر عندما أرادت الحكومة منذ 20 عاما طرح الجنيه المعدني.. وكانت السخرية من العملة الجديدة في كل مكان وشهدنا وسمعنا تعليقات من نوعية «كيس الدنانير» التي كانت يتم تداولها في الأفلام التاريخية أو «امشي جيبي يشخلل» ولكن مع مرور الأيام أصبح الناس يرفضون الجنيه الورقي ويفضلون المعدني وأصبحت المحلات ترفض التعامل مع كل ما هو ورقي من العملات الصغيرة الربع والنصف جنيه ويفصلون المعدني حتى أن الحكومة تصدر كل فترة تنبيها بأن العمل بالعملات الورقية مستمر وتفرض غرامة على من يرفضها.

وهو نفس الحال الذي حدث مع العشرة جنيهات البلاستيكية رغم أن هذه النوعية من العملات ليست جديدة بل هناك دول كثيرة سبقتنا إليها وتخلت عن أوراق البنكنوت واتجهت إلى العملة البلاستكية ومنها دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والكويت فكل هذه الدول حولت عملاتها من ورقية إلى بلاستيكية حفاظا على البيئة أولا وأكثر عمرًا من الورقية ثانيا.

والتوسع في تحويل فئات العملات المصرية من ورقية إلى بلاستيكية أمر مهم ويجب أن نشجع الدولة على الإسراع في تطبيقه خاصة أن المطابع موجودة الآن في العاصمة الإدارية الجديدة ويجب أن تعمل بكامل طاقتها لفوائد هذا التحول على البلد وعلى البيئة وعلى صحة الإنسان بوجه عام وأن يكون التصميم لها بعقول ومواهب مصرية ولدينا من الفنانون القادرون على ذلك.

فالتكنولوجيا الحديثة تتقدم بنا بسرعة ويجب على الناس أن تعلم أن من يتخلف عن ركب هذا التطور في كل مناحي الحياة سوف يسقط من حسابات البشرية ولن يكون له قيمة وبالتالي علينا أن نستقبل كل ما هو جديد بجدية وأن نثق فيه وندعمه ونتعلمه، فالآن العالم يتنافس على تطوير السيارات الكهربائية التي كانت منذ سنوات قليلة مجرد فكرة أو حلم الآن أصبحت أمرا واقعا، وتجد الآن محطات شحن هذه السيارات في مصر ومصنعي السيارات يتنافسون الآن في سعة البطارية وقدرتها على السير أكثر مع قلة وزنها وهو نفس الأمر الذي حدث مع التليفونات المحمولة والتطور المتسارع فيه، نفس الأمر سوف ينطبق على السيارات الكهربائية وستكون البطارية الخاصة بها أقل وزنًا وأقل سعرًا وتسير بك مسافات أكثر وتتحمل السرعات الأكبر.

فالتطور في العالم كالقطار يسير بلا توقف وعلينا أن نركب هذا القطار وأن نواكب التغيرات التي تحدث في مختلف المجالات ولا يكون محلا للسخرية والتندر أو حتى للمكايدة السياسية أو التشكيك فيه حتى نحقق طفرات تنموية سريعة في المجتمع، فالعملات البلاستكية والسيارات الكهربائية هما عنوانان للتطور الحادث في كل شيء وهما مجرد نقطتين في ملايين النقاط التي تعمل عليه الدول من أجل تطويرها لضمان حياة أفضل للبشر لأن الحكومات التي تعمل من أجل شعوبها لا تدخر جهدا في تطوير كل شيء في بلادها والقضاء على المشكلات الكبرى والشعوب هناك تدعمها وتساندها والأهم تثق فيها وفي كل قراراتها.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t   F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى