نون والقلم

محمد يوسف يكتب: الحكيم يسمو بمواقفه

يقدم دروساً مجانية لأهل السياسة وأصحاب النوايا المتقلبة، ويظهر الفارق بينه وبينهم، لحظة أن يفصل العلاقات الشخصية عن مسؤولياته، التي يعرف كم هي كبيرة وصعبة، وقاسية في بعض الأحيان.

محمد بن زايد، تشرّب الحكمة من نبع لا ينضب، نبع زايد، طيب الله ثراه، الأب والمعلم والقائد، من لا تزال القلوب تتذكره، وهو الذي غادر دنيانا قبل 18 عاماً، فالحكمة ليست من الصفات المكتسبة نتيجة أفعال أو أقوال مرتبطة بمناسبات، بل هي طبع يتطبع به الإنسان، متى كان ملازماً لمن جبلوا عليها، الحكماء الذين وهبهم الله نعمة يمتاز بها قلة، وزايد يجلس على قمة تلك القلة، ولم تختلف الأمة على مكانته أبداً، في حياته، وبعد رحيله.

في مبادرته، حفظه الله، بالتبرع بمبلغ 25 مليون دولار لدعم مستشفى المقاصد في القدس الشرقية، كانت الرسالة واضحة لكل الساسة الذين يهوون لعبة «الكراسي المتحركة»، والمواقف المتبدلة، أولئك الذين يجمعون الخاص بالعام، ويتصورون أن السلطة تعني التحكم والقسوة والنكران، نكران الماضي، ونسيان الحقائق، ويبيعون كل ما هو معلوم ليشتروا المجهول، لمثل هؤلاء، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة، إن فلسطين ليست مناصب أو مسميات، وإن مكانتها لا تعادلها مكانة الأشخاص وأفعالهم، وليست ورقة مساومة سياسية، فالسياسة لها ملفاتها، ولها وقتها، ولها مدى تصل إليه خلافاتها واختلافاتها، ثم تحل، والمواقف الثابتة لا تتبدل أو تتغير، إذا تضاربت وجهات النظر، وهذه فلسطين، ليس لأحد وجهة نظر خاصة تجاهها، حتى وإن انحرفت بوصلة الاتجاهات عند بعض الذين يتحدثون باسمها، ولم ولن يحدث أبداً، أن تختصر فلسطين في بعض الأشخاص، أياً كان دورهم، أو كانت رمزيتهم، شعبها فقط هو الذي كان، ولا يزال، ممثلاً لها، وهو الذي يستحق أن نستمر متمسكين بثوابتنا، وأن ندعمه ليصمد ويقاوم، حتى يحقق الأمل المنشود بإقامة الدولة، دولة فلسطين.

الحكيم يسمو بمواقفه، ولا يلتفت إلى الصغائر.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

–  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى