نون والقلم

محمد يوسف يكتب: لا مجاملة ولا مجاراة

تحولت الأنظار نحو الانحراف بعد حكم المحكمة الاتحادية العليا في الولايات المتحدة بعدم دستورية إباحة الإجهاض، فالأصل في المجتمع الأمريكي أنه محافظ وغير علماني، وبه نسبة كبيرة من المتمسكين بتعاليم الأديان التي يؤمنون بها، وهؤلاء ليسوا متطرفين، مثلنا تماماً، فنحن لدينا غالبية مؤمنة تؤدي واجباتها الدينية ولا تتبنى التشدد والتطرف، بل على العكس، هي أكثرية تتمسك بالتعايش السلمي بين البشر دون النظر إلى معتقداتهم ومذاهبهم وألوانهم وانتماءاتهم، فإن كان بيننا متشددون هم أيضاً لديهم تنظيمات بلغت أقصى الحدود في تطرفها وعنصريتها، وهؤلاء يبقون قلة غير قابلة للنمو، تظهر مثل الفقاعات وتختفي في لحظة كما ظهرت !

حتى القضاة بدأوا يتحدثون عن الانحراف، بعد أن وصل إلى مستوى تحاول إدارات وأجهزة وأصحاب مصالح انتخابية جعله أمراً واقعاً، ولم يترددوا في منحه صفات ومسميات تجعله مقبولاً بين فئات المجتمع الأخرى، ومهما كان تحسين المسمى للمنحرفين وتزيينه بالألفاظ المصطنعة أو ألوان قوس قزح، يبقى للفعل اسمه وللفاعلين صفاتهم، وأرجو أن تعذروني لعدم تمكني من ذكر تلك المسميات والصفات تجنباً لخدش الحياء العام، وهي غير خافية عليكم بعد كل الحملات المنظمة التي أدارتها المجموعات المنتشرة في أمريكا وأوروبا بعد السماح لها بالعمل على ترسيخ المفاهيم الهادمة للأخلاق، وبحماية من الجهات الرسمية والتشريعات الصادرة لإباحة تحركهم.

فإن تراجعت أمريكا، وصحح الغرب مفاهيمه، أو لم يفعل، ستبقى المفاهيم الأصيلة سائدة في البلاد التي ترفض الإذعان للفكر المنحرف، فهذه مسألة لا تقبل المجاملة ولا مجاراة القوى المتنفذة، وستظل تلك الفئة بعيداً عن مستجدات التشريعات المستحدثة مرفوضة، وقد يأتي يوم قريب بأحكام شبيهة لحكم تجريم الإجهاض، وتعود الأمور إلى سابق عهدها، فالمنحرفون مثلهم مثل الزنادقة واللصوص ومتعاطي المخدرات ومرتكبي الفواحش، موجودون في المجتمعات، يخالطون الناس ويتعاملون معهم، حتى تنكشف أفعالهم، وقد فقد رشده كل من ساندهم وأراد أن يدمجهم في المجتمع بمساوئهم!

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

–  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى