في هذا المجتمع هناك البعض من الناس يحاولون تجميل الخطأ، لكن الخطأ يبقى خطأ حتى لو تم اخفاؤه أو إيجاد مبررات له.
هنا سوف أتطرق إلى موضوع نيرة أشرف، هذه الشابة التي كانت في مقتبل العمر، أكملت الثانوية، التحقت بالجامعة، رسمت العديد من الأحلام لكنها لم تحقق شيء في حياتها وكانت نهايتها مأساوية.
شابة قد ماتت بالغدر شابة بدون أي ذنب واليوم أصبحت هي الجانية في نظر المجتمع، لكن لحظة لماذا لا نعتبر نيرة أختنا هل كنا سنرضى لأختنا بهذا؟
هل كنا سوف نجد مبرر واحدًا لقاتل أختنا؟
هل كانت النتيجة سوف تكون هكذا؟
محزن جدًا هذا الكم من التعليقات والانتقادات لأهلها، مخزي جدًا ألا نرحم في مثل هذه الظروف القاسية والصعبة جدا
هل تعلم ماذا يعني أن يخسر أب ابنته؟
هل تعلم ماذا يعني أن تخسر أم ابنتها؟
هل تعلم ماذا يعني أن تخسر أخت أختها، أختها التي شاركتها كل الذكريات؟
هل تعلم ماذا يعني أن تخسر صديقة صديقتها المقربة؟
لماذا لا ترحمون؟ ورسول الله نفسه قال من لا يرحم الناس لا يرحمه الله
هل تعلم ماذا يعني أن تلطخ سمعة فتاة بين يد الله؟
عائلة بأكملها يصرخون من الوجع، يصرخون من كلام الناس، يصرخون من التحسر على ابنتهم ودم ابنتهم وسمعة ابنتهم التي لطخها المجرم بعد أن سرق حياتها وماضيها وحاضرها ومستقبلها ودفنها بين الأموات وبعد موتها قتلها مرة ثانية بتلطيخ سمعتها وشرفها.
هل هذا يثير شفقتكم؟
منذ متى انقلب الدور وأصبح الجاني ضحية؟
هل يعقل تبررون للمجرم؟
والفتاة ماذا كبش فداء؟
لا والمصيبة يقولون ما فعله بدافع الحب منذ متى الحب أصبح هكذا؟
ومنذ متى يتحول الحب إلى كره وغل وحقد
يقولون كان متفوق والأول في الدفعة، سؤالي هنا ما الذي منعه من إكمال دراسته؟
ما الذي منعه في النظر والتمعن لنفسه ولأمه التي أفنت سنوات في تربيته ليكون رجلا وسند لها ولأخواته البنات
ما الذي منعه؟
ستقولون هي؟
سأجيب كلا، هو الذي جنى على نفسه وعلى هذه الفتاة ودمر عائلته ودمر عائلتها ودمر كل شيء.
ستقولون أحبها، لكنه فقير فرفضوه
سأجيبكم كم فقير تعفف، كم فقير بسبب حب فاشل نجح في حياته وأصبح في أعلى المراكز والمراتب وقال كنت في ذلك المكان وأصبحت في القمة.
كان بإمكانه أن ينجح، أن يغير من نفسه، من شخصيته، أن يحب الله أكثر لأن حب الله مفتاح لكل شيء جميل في حياة الإنسان، كان بإمكانه أن يبكي بين يدي الله ويدعوه وهو سينصره، كان بإمكانه أن يسأل الله والله لن يخيب رجائه، كان بإمكانه أن يثق في الله ويكون إيمانه أكبر، كان بإمكانه أن ينظر إلى شقاء والدته ويكافئها بهدية تخرجه، يجازيها عندما يصبح معيد، عندما ينظر له كل الناس باحترام وتقدير.
الفقر ليس عيب، الفقر أبدا لا يحول الناس إلى مجرمين
الفقير جميل جدا لأن روحه نظيفة، الفقير حبيب الله، واليتيم حبيب الله، أبدا ليس لأنه يتيم يصبح مجرم، هو حول نفسه إلى وحش وخذل نفسه وعائلته وخذل النساء أولهم أمه واخواته البنات
هو لم يكن شجاع، لماذا لم يسأل محمد عادل نفسه
أنا لماذا نجحت في الثانوية؟
لماذا التحقت بالجامعة؟
لماذا تعبت والدتي في تربيتي كل هذه السنوات؟
لماذا كان تشقى كل يوم، كل يوم كانت تسقي لنفسها فنجان من المر
من أجل ماذا هل من أجل سراب؟
لماذا لم ينظر لأمه واخواته
لماذا كان ضعيف أمام هاجس الرغبة في تلك الفتاة؟
لماذا لم يتركها لقدرها وابتعد عن حياتها؟
لماذا لم ينجح؟
لماذا لم يحفز نفسه وينتصر على ضعفه؟
لماذا اختار هذا الطريق مفيش حاجة اسمها غصب عني
في حاجة اسمها اختيار وهو اختار وكل اختيار له نتيجة و للأسف نتيجة مش حلوة
لماذا اليوم تلقون كل هذه السموم في وجه عائلة قد خسرت ابنتها
وأي زواج كان يريده أن يحدث بينهما وهو طالب وهي طالبة سنهما لم يتعدى الواحد والعشرون ماذا لو انتظر ونجح
كان كل شيء ممكن أن يتغير
لكنه اختار الطريق السلبي، الطريق الذي جعله يخسر كل شيء في ثانية ومثل لمح البصر
هو خذل الجميع، أولهم نفسه، وأباه الذي مات وهو يظن أنه ترك رجل ورائه
وهو يظن أنه ترك ابن صالح يدعو له بعد مماته وهو يظن أنه ترك رجلا يحمي اخواته البنات
أبدًا ليست عائلة الفتاة هي السبب مهما كان رأيهم كان بإمكانه أن يتركهم ويترك ابنتهم بسلام
كنت سمعت تسجيل صوتي نشره محامي نيرة لهذا الشاب وهو يهدد في والد البنت
بكلام غريب لا يوجد فيه نبرة صوت شاب رصين، شاب يحترم من أكبر منه سن
لو كان أحبها أبدا ما كان سوف يلطخ سمعتها وشرفها
كان سوف يحميها حتى من نفسه، كان سوف ينجح
ماذا سيقول عندما يقف بين يدي الله؟
ماذا سيقول وهو الذي خان رسالته في الأرض؟
والناس الذين يدافعون عنه ويلطخون في سمعة فتاة ماتت مغدورة ماذا سيقولون؟
الناس الذين ينشرون كل فيديو هاتها ويحللون في تفاصيل حياتها التي لا يعلمون عنها شيء ماذا سيقولون؟
أختها كان تصرخ بكل وجع كانت تقول «اتركوا أختي بسلام لماذا تلطخون في سمعتها بعد موتها يكفيها ما حدث لها، احذفوا فيديو ما حدث لها قلوبنا لم تعد تحتمل، روحها لم تعد تحتمل، هي بين يدي الله، أختي ماتت مرتين».
كانت تصرخ من وجعها على أختها وعلى والدتها وأباها
ما ذنب هذه العائلة في كل ما يحدث؟
هل وضع أحد منكم نفسه مكانهم
القلوب أصبحت مثل الحجارة، الناس أصبحوا مثل الوحوش، لا توجد في قلوبهم ذرة رحمة
من المفترض هي ماتت لماذا لا يتم غلق هذا الملف لترتاح روحها ولو قليلا
هل يتخيل أحد منكم أنه في تلك الحفرة الضيقة تحت التراب، لا يستطيع حتى أن يجيب، روحه تتألم، يريد فقط السلام
والناس لا يتركونه بسلام
هل تعلمون أن هذا إجرام في حقها وفي حق عائلتها
لا يمكن حتى أن أصف شعورهم، هي قطعة من روحهم، هي ابنتهم التي كانت بينهم، هي ابنتهم التي رحلت عنهم بدون حتى أن تودعهم، رحلت رحلة بدون رجوع
كانت سعيدة بذلك الفستان الأبيض في إحدى جلسات التصوير لم تكن تعلم يوما أنه سيتحول إلى كفن، شابة قد رحلت بدون حتى أن تفرح بتخرجها وبزفافها
رحلت وهي تنزف بوجعها
هل تعلمون كم أن شعور الموت مؤلم جدا وخاصة لو كان من شخص قريب منك
لا يمكنهم النسيان مهما حاولوا، سوف يبقى وجهها في ذاكرتهم وكلما ازدادت الأيام سوف يزداد الوجع أكثر
والناس تنقد في هذه الأم وهذا الأب لو كان أحد منهم مكانهم كيف سيكون شعورهم في خسارة قطعة من روحهم
أنا حزينة جدا على عائلة الفتاة، أبدا لا أتعاطف مع محمد عادل لأنه هو الذي اختار، لأنه لم يحبها، لأنه قتلها العديد من المرات، هو الذي اختار أن يضيع شبابه وشبابها بدون أي ذنب
لم يكن يوما الحب ذنب بل الرغبة هي الذنب هي التي تحول الإنسان إلى وحش عندما لا يصل إلى مبتغاه
للمزيد من كلمات الكاتبة اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية