نون والقلم

فريهان طايع تكتب: كما تدين تدان

نصيحة شيماء جمال إلى النساء المعنفات حيث قالت سيبي الجمل بما حمل واهربي بسرعة، نصيحة قد تساعد النساء اللواتي يتعرضن للعنف والإهانة وتقليل الشأن والخيانة والغدر.

هناك نساء يقولن ضل راجل ولا ضل حيطة، لكن هذه ليست قاعدة ولا تنطبق على جميع الرجال بل تنطبق فقط عندما يكون ذلك الرجل يخاف الله، ولا يضع في جيبه أي جنيه حرام فتكون حينها المرأة تملك ثروة.

نعم الرجل الصالح في حياة المرأة هو كنز، ذلك الذي يصدق في أقواله وأفعاله، ذلك الرجل المخلص الذي لا ترى عيناه سواها وليس من امرأة إلى امرأة، يوم سكرتيرة ويوم فتاة مرت أمامه ويوم لست أدري ماذا قد يكون أشتاق أيضا لحبيبته السابقة أو بنت الجيران، هؤلاء الأصناف لن تجني منهم المرأة إلا وجع الرأس والإجهاد النفسي.

لو اكتشفتي أن زوجك يوما لا يخاف الله ويرضى لنفسه المال الحرام، يرضى لنفسه النساء اتركيه مثلما قالت هي «سيبي الجمل بما حمل»، لا تفكري حتى مع من خانك، لأنه ليس بإمكانك إصلاح مثل هؤلاء .

لو اكتشفتي أنه مرتشي وفاسد اتركيه لأن طريقه طريق الشيطان وطريق الحرام، لا تختاري طريقه حتى لو كنتي مضطرة وأمام أسوء الاختيارات، لا تضعيه في قائمة اختياراتك، بل اسحبي وجوده من حياتك واسحبي نفسك من حياته وللأبد.

الله عز و جل أمر المرأة بطاعة زوجها لأنه يعلم أن المرأة الصالحة هي من تدعم زوجها وتساعده في كل شيء هذا عندما يكون هو صالح وليس فاسد لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

اتركيه، هو وفساده، اتركيه هو ونساءه وخياناته، اتركيه بكل ذنوبه وانجو بنفسك، حينها ستكونين على الطريق الصحيح وفي بحر النجاة.

لن تجني شيء منه عندما تجدين في كل مرة مبررات لكل كذبة من أكاذيبه، من كذب مرة سيكذب مليون ألف مرة ومن أخلف وعده مرة، سيخلف كل الوعود مليون ألف مرة.

الكثيرات أسمائهن لا تحصى ولا تعد فقدن حياتهن على يد أزواجهن، زوجات كن مخلصات ووفيات وقتلن في النهاية بطريقة بشعة جدا، منهن الشابة ياسمين التي تبلغ من العمر حينها 26 سنة خسرت حياتها على يد زوجها طبيب الأسنان رغم أنها كانت وفية، كانت مخلصة، كانت تعمل وتصرف على البيت وعلى أطفاله، هي لم تكن بحاجته، كانت تستطيع أن تكمل حياتها بدونه لولا حبها له، لولا قاعدة ضل راجل ولا ضل حيطة، لولا أطفاله، لولا كلمة «مش عايزة أخرب بيتي».

والكثيرات القائمة لا تحصى ولا تعد وليس بعيد أيضا السيدة التي ذبحها زوجها في الدقهلية، والمذيعة شيماء جمال التي قتلها المستشار زوجها بعد سنوات من الحب والإخلاص والتضحيات. وفي النهاية أخلف كل وعوده وحذف من ذكرياته كل جميل صنعته له هذه المرأة  .

لا تكوني ضحية لرجل جاحد، لا تكوني ضحية لرجل متعجرف، إياك أن تضحي في سبيل أن يتغير هو لم يتغير من أجل الله الذي خلقه، هو لم يتغير من أجل نفسه وكرامته وضميره وإنسانيته المعدومة هل سيتغير من أجل امرأة.

سنوات حياتك لا يستحقها أي كان، ماذا لو اكتشفتي في النهاية أنك مثلهن كنتي في سراب، سنوات هباء في سبيل أشخاص لا يقدرون في سبيل أشخاص جاحدين.

مذيعة شابة قدمت له كل التضحيات، أحبته، رضيت بكل شيء، سنة وراء سنة وراء سنة وهي ترسم في أحلام وهي تعيش في أوهام رجل نرجسي لا يفكر إلا في نفسه وفي النهاية غدر بها كل الغدر.

في قاموسي لا أصدق كل ما يحدث أتساءل أحيانا نحن أين، كيف لشخص أن ينسى معروف واحد بهذه الطريقة.

لذلك مثلما قالت هي اهربي، اتركيه هو وكل شيء يخصه، ذكرياته وصوره وكل شيء، احذفيه من مخيلتك للأبد.

هل كانت تتخيل لثانيه أن تموت على يد زوجها بعد كل هذه السنوات، زوجها الذي من المفترض أن يكون غطاء وستر عليها، زوجها الذي من المفترض أن يحميها حتى من نفسه، أن يحميها حتى لو مات من أجلها.

أي عصر صرنا نعيش فيه؟؟؟

إذا كانت المرأة لن تستطيع أن تعطي الأمان لزوجها بعد الآن فلمن ستعطيه، أين القسم الذي أقسمه الزوج أمام الله عند إبرام الزواج؟؟

هو لم يوفي بوعوده أمام الله حين أقسم أمامه، ماذا سيكون مصير هؤلاء في الدنيا قبل الآخرة.

الحب ليس كلام بل مواقف من رجل حقيقي وليس مزيف مثل هؤلاء الذين أفسدوا حياتهم وحياة ذويهم لأنهم لا يحبون الله ولا يخافون منه، هؤلاء لا يعلمون ماذا يعني الحب، ماذا يعني الإخلاص، ماذا يعني الوفاء.

ماذا يعني أن أتقي الله فيك

ماذا يعني أن أخاف الله فيك

هم فقط يخافون على بناتهم مع أنهم لا يتقون الله في بنات الناس، لا يخافون الله في بنات الناس، ما لا ترضونه لأنفسكم إياكم أن ترضونه لغيركم لأن في هذه الحياة كما تدين تدان، وعجلة الزمن تدور بسرعة، فخاف الله لكي لا يحدث في حياتك ما لا تريده في بناتك أو اخواتك.

عندما تدمر حياة امرأة سيأتي رجل جاحد مثلك ويدمر حياة ابنتك وحياة أختك حينها ماذا سيكون شعورك.

هل ستشعر بذلك المر الذي سقيته لغيرك بكل حسرة وأسى.

وما ذنب ابنتك أو أختك أن تحصد ثمار أفعالك.

اسأل لنفسك هذا السؤال ستجد اجابته اتقي الله في بنات الناس لكي يحفظ لك الله أمك وأختك وابنتك.

لأنك لن تحميهن بحراسة أو بالحرص عليهن أو بالخوف بل فقط عندما تكون محترم، تخاف الله ولا ترضى لنفسك ما لا ترضاه لغيرك.

 

للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا 

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى