قبل 9 سنوات شهدنا 3 سنوات فيها كل شيء، وصارعنا فيها كل شيء، إرهاب أسود، أوبئة، أزمات وانهيار في الخدمات، غياب تام للأمن عصابات أثرت من وراء قطع الطرق، جيوش من البلطجية ظهرت في الشوارع، عشرات من الاتحادات الثورية تملأ مقاهي وسط البلد والمدن الكبرى، كيانات موازية منتشرة في كل مكان، أنصار تنظيم الإخوان الإرهابي يذكون الصراعات بين كل فئات المجتمع، كان مبدأهم فرق تسد وتفتيت الكتل الصلبة للمصريين.
هذه الخطة كانت تتم على الأرض وبمساعدة بعض القوى السياسية التي كانت تدعى أنها ثورية وعلى رأسها مجموعات الفوضويين الذين أطلوا برأسهم في ظل هذه الحالة المتردية. ولكن حالة الغرور الجمعي التي أصابت جماعة الإخوان وأنصارهم من التيارات التي تدعى أنها إسلامية، ومنهم فرق كثيرة من السلفيين وزادت هذه الحالة من الغرور بعد الفوز في انتخابات البرلمان والشورى وتلاها انتخابات الرئاسة.
فغرور الإخوان وأنصارهم جعلهم يعتقدون أنهم تسيدوا هذا الشعب وقالها أحد قياداتهم في تصريحات تليفزيونية أنهم بالفعل أسياد الشعب.. ومن تعامل مع قيادات الجماعة قبل ثورة يناير وبعدها يعرف كيف تحولوا من شخصيات متواضعة إلى كائنات ضربها الغرور، وهي الحالة التي كرهها الشعب المصري وواكب الغرور حالة غباء في كل ما اتخذوه من قرارات واستبعاد كل من وضع يده في يده من شلة فورمنت إلى اجتماعات مكتب الإرشاد إلى لقاءات الأحزاب واجتماعات الرئاسة.
والغريب أن هذه الحالة امتدت إلى أعضاء التنظيم في كل مكان موجود فيه من اليمن إلى المغرب إلى سوريا والعراق حتى ممولي التنظيم في دول الخليج أوروبا والولايات المتحدة ودول وسط أسيا واعتقدوا أنهم الحكام الجدد للعالم.
وزاد غرور الإخوان بعد رسائل الدعم التي تلقتها الجماعة من الإدارة الأمريكية ودول أوروبية كبرى وعلى رأسها بريطانيا وتأكدوا أن هناك حماية دولية لهم مما زاد من هذه الحالة في أوساط الجماعة وامتدت إلى نسائها وأطفالها.
ولكن الشعب المصري لا يعرف سيدا إلا الله وإرادته ولا يرضى أن يعيش ذليلا لجماعة فشلت في إدارة أبسط الملفات الأساسية حتى أنهم نسبوا ما كان يقوم به الحزب الوطني المنحل وخطط لجنة السياسيات لأنفسهم.
لقد كان خروج أكثر من 30 مليون مصري في القرى قبل المدن قبل القاهرة والإسكندرية دليلًا على أن المصريين فاض بهم الكيل من ممارسة جماعة تحولت إلى عصابة.. واسقط في يدهم خروج هذا العدد ويعرفون جيدا الاعداد الحقيقية لكن حالة الانكار التي أصابتهم بعد حالة الغرور جعلتهم يرددون عبارات تشكك في الأعداد وللأسف صدقوا أكاذيبهم ومازال صبيتهم على السوشيال ميديا يرددونها .
لقد كانت ثورة 30 يونيو رسالة ليس لجماعة الإخوان ولا الإدارة الأمريكية والبريطانية ولا لتركيا وقطر التي كانت تمولهم وتساندهم لكنها كانت للعالم أن المصريين ليس شعبا خانعا يرضى بالذل والهوان لكنه شعب قادر على إحداث التغيير في أي وقت إن أحس بأن من يحكمه يتعالى عليه أو يكذب عليه أو يخدعه بمعسول الكلام .
فقد تعود المصريون على أن دولتهم منذ قديم الأزل دولة مؤسسات ولها نظام وضع على مدار آلاف السنين، وينتفض إن أراد أحد أن يحكمهم بمفهوم العصابة، ويطيح بهذه المؤسسات، وهو ما حدث في 30 يونيو 2013عندما ثاروا على عصابة حاولت خداعهم باسم الدين وبمعسول الكلام والوعود.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية