بعد تداول الأخبار الكاذبة حول هروب المستشار قاتل زوجته المذيعة شيماء جمال خارج مصر البعض قال في إحدى الجرائد إلى إحدى الدول العربية والبعض الآخر كتب إلى دبي تحديدا والبعض الآخر إلى بولندا باعتبار أنه لا يوجد بين بولندا ومصر اتفاقية تسليم المجرمين، والبعض من وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي نشروا خبر هروبه بمساعدة أحد الأطراف واتهام جهات معينة بذلك لتمويه الرأي العام بحجة أنه مستشار وأنه فوق القانون، مع أنه لا يوجد أحد فوق القانون وقد رفعت عنه الحصانة منذ فترة وذلك لغاية التحقيق معه.
واليوم تم القبض عليه بعد تتبعه من قبل الجهات الأمنية والتي بينت أنه لم يغادر الحدود الجوية والبرية والبحرية لمصر وأنه في السويس.
هو لم يفكر في الهروب إلا بعد أن تم اكتشاف جريمته وحينها قد فات الأوان على هروبه لأنه قد رفعت عنه الحصانة، هو لم يخطر في باله أن تكتشف جريمته يوما.
منذ أن وقعت هذه الجريمة وأنا أفكر في تلك المزرعة المهجورة في بدرشين في قرية أبو صير التي دفن فيها زوجته، حفرة بعمق مترين، تساءلت ماذا لو لم يعلم ذلك الرجل الذي كان معه الجهات الرسمية وأعلمهم بمكانها بالتحديد.
ماذا كان سيحدث، من سيخطر في باله ثانية أنها هناك، وحتى لو وجودها في يوما من الأيام لن يتعرفوا إليها، سبحان الله كيف ظهر الحق في ثانية، هو قتلها ودفنها لكي تدفن كل أسرار فساده معه .
واليوم هو في نظر المجتمع ليس قاضي فاسد فحسب ومرتشي فحسب هو مجرم وسفاح كلمة سفاح أقل ما تقال عنه، هذا تعلم القانون وعمل في القانون لا لكي ينصف الناس ويرد الحقوق ولا لكي يطبق القوانين بل تعلم ثغرات لكي يسلك طريق الإجرام ويخفي هذا الإجرام.
هذا استأجر مزرعة منذ شهرين ودفن قبر بعمق مترين أفكار حتى إبليس لا تخطر في باله، مثل هؤلاء يجب أن يتعلم منهم إبليس فنون الشر والدهاء.
مزرعة لا تخطر حتى في بال شيطان في مكان مهجور ومخيف، حتى لو صرخت لن يسمعها أحد، لا يمكن حتى أن أتخيل كيف كانت تتعذب هناك وهي مصدومة في رجلا قدمت له سنوات من حياتها، سنوات حب، سنوات وهي تغسل ثيابه بيديها مثلما قالت صديقتها علياء سلامة، سنوات وهي تطبخ له بيديها، سنوات وهي تفكر في راحته وتختار ملابسه التي تناسبه لكي يظهر أمام الناس في أحسن وجه.
مهما كان ما فعلته، حتى لو كانت أسوأ إنسانة على وجه الأرض هي لا تستحق هذا من زوجها، أنا لا أعرف تفاصيل حياة المذيعة شيماء جمال الشخصية. لكن مهما كانت هي امرأة في النهاية، هل يعقل أن يقتل زوجته بهذه الوحشية خوفا من أن تكشف فساده .
ماذا سيكون موقفه الآن وهو ليس على كرسي الحكم بل في قفص الاتهام وليس بعيدا أن يتم إعادة النظر في كل القضايا التي فصل النازعات فيها وإلى مصادر أمواله الغير مشروعة التي ربما قد تحجز.
وماذا جنى سيادة القاضي في النهاية عندما أغضب الله باتباعه طريق الحرام.
البداية كانت رشاوي مقابل الفصل لصالح من يدفع أكثر واليوم أصبح قتل ودفن مع سبق الإصرار والترصد.
إياكم من الحرام، لأن الحرام عندما تسلك أول خطوة فيه سوف يجرك إلى نهايات لا تحمد عقباها مثل حال سيادة القاضي، الذي زين لنفسه الحرام ولكي يحمي منصبه ومكانته ونفوذه ويحافظ على كرسي الحكم من تهديدات زوجته أصبح مجرم وقاتل أرواح.
وارتكب الكبائر وهي قتل النفس والرشوة التي تعد من المحرمات لأنها تضلل حقوق الناس، ولو وقع إعدام هذا القاضي ستكون عبرة لكل إنسان قد خان الرسالة والأمانة وأكل الحرام.
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية