نون والقلم

حسين حلمي يكتب: إفشاء السر

الاحتفاظ بالسر يعنى كتمانه وعكسه هو إفشاؤه – يعتبر إفشاء السر «خيانة أمانة» – وكتمان السر فضيلة إنسانية تقوى العلاقات الشخصية بين الأصدقاء والزملاء والأزواج، يستهدف من ورائها دوام الحال وإصلاح النفس وحماية المجتمع.

ولقد أهملت تلك القيم الأخلاقية لدرجة أن هناك من يتفاخر بإذاعة الأسرار.. وهناك من لا يقف عند إفشاء سر غيره، بل يتجاوز ذلك ويذيع سر نفسه، ينقل للآخرين أسرار عمله وأسرار أسرته، فيحول حياته الاجتماعية إلى جحيم لا يطاق، ويفضح بيته وعمله،

ويبقى التنبيه في هذا المقام أنه ليس كل ما يقال لك فهو سر – إذا خالف الحق أو أضر بحقوق الآخرين لا يصبح سرا، فالأولى بك أن تحافظ أنت على سرك ولا تفرط فيه، ويقول عمر بن عبدالعزيز – رحمه الله – «القلوب أوعية الأسرار والشفاه أقفالها والألسن مفاتيحها فليحفظ كل أمرئ مفتاح سره» إلا أن في أيامنا هذه اعتبر البعض إفشاء الأسرار قوة ويعلنون أنهم يعلمون كل الأسرار – يطلقون الآن على إذاعة الأسرار «كواليس» على هؤلاء الذين يأتمنون عليها بحكم عملهم سواء كانوا موظفين أو أطباء أو غيرهم إلى درجة أصبحوا يقولون ليس هناك سر.

من الأمور التي يجدر بنا التنبيه إليها مرة ثانية، ليس سرًا ما تعلمه بحكم عملك إذا كان فيه ضرر للمكان الذي تعمل فيه أو كان جريمة يعاقب عليها القانون، وليس عليك إلا اللجوء إلى التسريب طالما تخشى التبليغ هذا أضعف الإيمان.

لم نقصد أحدًا!

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى