ذلك البعض الذي تحدثت عنه بالأمس، سوداوي النظرة، المتشائم، الذي يقول كلاماً عندما يصحو في الصباح. ثم يتراجع في المساء، ويحاول أن «يُرقّع» هفواته!
أولئك الأشخاص، أطار «تويتر» عقولهم، تغريهم تفاعلات هم يعلمون أن أغلبها وهمية، ولكنهم يتفاخرون بها أمام زوار مجالسهم في الليل، يقولون كلاماً لا يقدرون خطورة وقعه على الآخرين، متسرعون، لا يزنون الأمور بميزان المصلحة العامة، مقابل مصالحهم الخاصة، يظنون أن شهرتهم بمنصات التواصل، تجيز لهم الخروج على الاعتبارات الوطنية.
نحن لسنا في بلاد يعيش جزء من سكانها على حافة الفقر، ولسنا محدثي نعمة، جيلنا الحالي. أخذ من الأجيال السابقة، وما تغير من مظاهر، لم ولن تمس الجوهر، وأي زيادة في سعر مادة من المواد الضرورية، لا يمكن أن يحولنا إلى تلك الصورة، التي يحاولون أن يرسموها. إنهم ناقلون لآراء وتعليقات من يعانون في بلدانهم. ويريدون أن يوهموا الناس بأننا يجب أن نغير سلوكنا، لأننا مقبلون على تحولات صعبة.
بكلام مرسل يتحدثون، ليس لديهم دليل على ما يقولون، وليست لديهم أرقام، ويستفزون مجتمعاً يعيش في خير وأمان. حتى وصلوا إلى إملاء شروط الحياة التي يرونها، وهم بلا أدنى شك، خارج دائرة تلك الشروط، والغريب أنهم يوجهون كلامهم إلى المجتمع، ويستثنون أنفسهم!
ألفاظ محبطة، وتعبيرات مزعزعة، وكأنهم «يزرعون الخوف» في نفوس الناس، ولم يحدث شيء يستدعي مثل هذه اللهجة القاتمة. أحدهم يريد من الناس أن يكتفوا بوجبة واحدة، وآخر يريدهم أن يكتفوا بثوب واحد، وثالث ينصح باستخدام «النعال» – كرمكم الله – حتى يتقطع، ورابع يريدهم أن يركبوا الدراجة. أو يمشوا من بيوتهم حتى مواقع عملهم، ولا يشتروا سيارات إلا بعد أن يصبحوا مديرين. وخامس يدعو إلى عدم شرب القهوة أو الشاي خارج البيت. وهكذا «تفتقت أذهانهم فولدت هلوسات»، ليس الوقت وقتها. «هلوسات» وليست نصائح. فالناصحون قدوة يقتدي بهم المجتمع، وليسوا طلاب متابعين على «تويتر»!
نحن بخير، ومطمئنون، وندعو لولاة أمرنا بطول العمر، وأن يحفظ الله رايتهم مرفوعة، وهو السميع المجيب.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية