بعدما أعلن اتحاد الكرة إقالة الكابتن إيهاب جلال المدير الفني للمنتخب بعد أقل من شهرين على توليه المهمة.. وبعد الفضيحة الكروية التي حلت علينا أمام إثيوبيا ثم كوريا.. وبعد حالة التخبط الإداري والفني في اتحاد الكرة وعدم معرفة المسئولين فيه عن أدوارهم ووظائفهم وتحول الاتحاد إلى عزب، كل موظف يدير جزءا منه بمزاجه وبعد أن ثبت أن إدارة الاتحاد تتلقى تعليمات من جهات خارجية ولا تعرف أي شيء عن كرة القدم ولوائحه، كل هذا يجب أن نقف أمامه وندرسه ونحلله بصراحة وبوضوح وبشفافية.
في البداية أنا ضد حل الاتحاد أو تقديم القائمين على استقالتهم. ولكن مع إعادة تأهيلهم فليس عيبا أن يخضع أعضاء مجلس إدارة الاتحاد إلى دورة تدريبية مكثفة ليعرف كل واحد منهم وظيفته التطوعية أين تبدأ وأين تنتهي وكيف يدير المنظومة الرياضية؟ ودور كل موظف في الاتحاد وما هي مهامه التي يجب أن يقوم بها وأن يخضع الجميع إلى قواعد الشفافية والنزاهة وأن يقوم كل واحد منهم بكشف ما لديه في إقرار للذمة المالية أسوة بكل من يتصدى للعمل العام وقانون الجمعيات الأهلية الجديد.
حتى الفنيين داخل الاتحاد يجب أن يحدد أدوارهم وأقصد هنا المسئولين عن إدارة الحكام وتقنية الفيديو والمديرين الفنيين للمنتخبات المختلفة والمدير الفني للاتحاد.. ولا يخرج علينا رئيس لجنة يدافع عن الأخطاء بل نريده أن يعترف بها ويعمل على إصلاحها، فإخفاء الأخطاء أو تبريرها سيجعلها تتكرر كل يوم والأحسن أن نواجه الأخطاء وأن نكشفها للرأي العام حتى يعلم من أخطاء أنه سيعاقب حتى لا يكررها مرة أخرى.
ولأن الفساد الرياضي الذي كتب فيه ملايين المقالات والكتب والشكاوى منذ عشرات السنين ليس في منظومة كرة القدم فقط ولكن في الرياضة كلها.. الفساد هنا ليس ماليًا فقط ولكن المحسوبية والواسطة والتوريث في الرياضة. أدت إلى قتل مواهب حقيقية في هذه البلد الذي يبلغ عدد سكانه 110 ملايين نسمة.
وجاء الفساد إلينا بلاعبين كما نشاهدهم في مباريات المنتخب. وحتى الأندية يفتقدون لأساسيات كرة القدم وهي تسليم وتسلم الكرة. بينه وبين الزميل، ولو أخضع أحد المحللين نسبة فقد الكرة من اللاعب المصري الذي يزعمون أنه نجم. سيجدها تتعدى 60% في كل مباراة إن لم تكن أزيد مثلما شاهدنا في مباراة إثيوبيا.
فالفساد هو المسئول عن الحالة التي تعيشها الرياضة المصرية وفشلها في كل المحافل الدولية الفساد هو من يبقى شخصيات على رأس الاتحادات الرياضية عقودا من الزمن ويحاولون تعطيل فكرة التغير الديمقراطي الطبيعي في منظومة جماعية وهو الذي جعل أشخاصا لم يمارسوا الرياضة يتحكمون في مصيرها وهو المسئول عن خلط الرياضة بالسياسة ومحاولة استغلال السياسيين الشهرة الرياضية للاستفادة منها في الصعود السياسي.
الفساد قضية كبيرة وتحتاج إلى وقفة من أعلى الهيئات الرقابية. وتحتاج إلى موقف حاسم من الدولة، وأجهزتها حتى نعود إلى اكتشاف المواهب الحقيقية التي تملأ الريف المصري. من أدناه إلى اقصاه.. فلا توجد في المدن مواهب بعد منع ممارسة الرياضة في الساحات والشوارع. وأصبح من يريد أن يلعب كرة قدم أن يؤجر ساحة ويدفع فيها مبلغا كبيرا هو أحوج إليه من الرياضة. في ظل الظروف الصعبة الحالية وحتى مراكز الشباب أصبحت تؤجر للشباب للممارسة الرياضة تحت زعم استغلالها استثماريا. رغم أن الهدف من وجودها هو الخدمة العامة لمن لا يستطيعون الذهاب إلى الأندية أي للفقراء من شباب هذه الأمة.
فالقضاء على الفساد وعلى الشللية والمحسوبية في الوسط الرياضي. هو بداية إنجاح المنظومة ووضع خطة طويلة الأمد للبحث عن مواهب حقيقية ورعايتها.. أما الإعلام الرياضي فله حديث آخر.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية