قال أبوبكر الديب مستشار المركز العربي للدراسات والباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي ورئيس منتدى تطوير الفكر العربي للأبحاث: أن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الأولي لمنطقة الشرق الأوسط منذ توليه منصبه منتصف الشهر المقبل، تحمل ٨ ملفات دولية مهمة كما تحقق ٥ فوائد للولايات المتحدة الأمريكية وللرئيس الأمريكي نفسه كما تكشف مكانة وقوة المملكة العربية السعودية بالمنطقة والعالم.
واوضح الديب، أن قمة بايدن مع زعماء الشرق الأوسط تتضمن ملفات النفط والأمن والتسليح ومحاربة الإرهاب ومواجهة سياسات إيران وملفها النووي وكذلك تداعيات كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وأزمات الغذاء والمناخ.
وأضاف الديب أنه وفقا لبيان الديوان الملكي السعودي فإن بايدن سيزور البلاد يومي 15 و16 يوليو المقبل، «تلبية لدعوة من الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وتعزيزًا للعلاقات الثنائية التاريخية والشراكة الاستراتيجية المتميزة بين المملكة والولايات المتحدة».. وأن بايدن سيلتقي خلال الزيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وسيبحث في اللقاءين أوجه التعاون بين السعودية والولايات المتحدة، وسبل مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والعالم.. كما يتضمّن جدول زيارة الرئيس الأميركي في يومه الثاني حضوره قمة مشتركة دعا إليها الملك سلمان، وتضم قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
واكد مستشار المركز العربي للدراسات ان الرئيس الأمريكي وحزبه يواجهان انتخابات بالكونجرس ويرغبون في تقوية جبهتهم عبر توثيق العلاقات مع دولة قوية بالشرق الأوسط وهي المملكة العربية السعودية ولقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان وتعزيز الشراكة مع الرياض، في الوقت الذي تواجه فيه امريكا اكبر موجة تضخم تعرفها البلاد منذ ٤ عقود من أجل الاحتفاظ بالأغلبية في الكونجرس في انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر المقبل.
وقال مستشار المركز العربي للدراسات أن الزيارة تهدف أيضا لتخفيض أو ضبط أسعار الطاقة وترسيخ التحالف ضد إيران خاصة مع بوادر فشل مفاوضات الاتفاق النووي مع ايران والعمل مع دول المنطقة من أجل توفير الأمن الغذائي ومكافحة الإرهاب ومعالجة ظاهرة المناخ ومواجهة الجفاف .
وأشار الي أن زيارة بايدن للسعودي ولقاءه الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مكانة السعودية ودورها في المنطقة، وفي العالمين العربي والإسلامي.
واضاف الديب أن من مكاسب الرئيس جو بايدن في زيارته الي منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة من 13 إلى 16 يوليو اظهار الدعم لإسرائيل أمام الناخب الأمريكي وتعزيز التزام الولايات المتحدة الصارم بأمن إسرائيل.
وقال مستشار المركز العربي للدراسات أن حضور الرئيس الأمريكي قمة مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى مصر والعراق والأردن ولقاء نظراءه بالمنطقة يعزز الدور الأمريكي علي مستوي العالم وينفع المصالح الاقتصادية والخارجية للولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الذي تكافح فيه التوسع الصيني والروسي بالعالم وتأكيد الدور الأمريكي في حل مشكلات المنطقة والقضية الفلسطينية ودعمه القوي لحل الدولتين، وكذلك حل مشكلة الملف اليمني.
واوضح أن الرئاسة الحالية للمملكة العربية السعودية، لمجلس التعاون الخليجي، تعزز العلاقات الوطيدة بين دول المجلس والولايات المتحدة الأمريكية وتعمل علي ضبط أسعار الطاقة حيث تمثل السعودية رمانة الميزان في سوق النفط كما أن واشنطن تقدر قيادة الملك سلمان وحكمته، باعتباره شريكا استراتيجيّا مهما للولايات المتحدة كما أن العلاقات بين الدولتين تمتد الي ثمانية عقود.
واكد أن الزيارة ستبحث عددا كبيرا من القضايا الثنائية والإقليمية والدولية من بينها الوضع في اليمن ودعم الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة وتوسيع التعاون الاقتصادي والأمني الإقليمي، ومبادرات المناخ، وضمان الطاقة العالمية والأمن الغذائي، والاتفاق علي استراتيجية طويلة الأمد للعلاقات بين المنطقة والولايات المتحدة الأمريكية.. كما أنه من المقرر أن يلتقي بايدن بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية، وسيؤكد التزامه بحل الدولتين، وسيبحث سبل الحل السياسي والعمل على تحقيق العيش بكرامة وأمن وحرية وازدهار للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني.
وذكر مستشار المركز العربي للدراسات، أن الزيارة تعيد الولايات المتحدة للانخراط على المستوى الدولي، وهو عكس ما كان عليه الحال قبل عام ونصف العام عندما كانت الولايات المتحدة تعاني من العزلة قبل أن ينجح بايدن عبر الدبلوماسية والعمل مع القادة الإقليميين وخاصة مصر والسعودية في إنهاء الحرب بين حماس وإسرائيل التي اندلعت في مايو من العام الماضي وخلال الزيارة، وسيعقد الرئيس الأمريكي قمة افتراضية مع قادة الإمارات والهند وإسرائيل ضمن مبادرة تحت اسم «I2U2».
وقال الديب أن الزيارة خطوة ذكية من الرئيس الأمريكي لتعزيز استراتيجية واشنطن لصالح الشعب الأمريكي والمنطقة.