في تصريحات ارتجالية يريدون من العالم أن يتجاهل «كورونا»، وكأن الفيروس الذي دار الدنيا باتجاهاتها الأربعة كان مزحة!
كان آخرهم الأمين العام للأمم المتحدة، الذي قرر أن «كورونا» انتهت، هكذا من دون مقدمات ومن دون تبريرات تستند إلى دراسات متخصصة، انتهت وتعاملوا معها وكأنها «برد» و«زكام» أو «كحة» أو «إنفلونزا» موسمية، بكل سهولة، كثيرون قالوا «ولم لا؟» فقد طال هذا الوباء الذي قيل إنه جائحة، ووقفوا أمام الكاميرات يحذرون وينبهون ويضعون شروطاً على المسافرين والعاملين في المكاتب. وأغلقوا مراكز التسوق وصالات المؤتمرات والاحتفالات. وشلوا حركات البشر بقيود قيل وقتها إنها احترازية. القصد منها تخفيف الإصابات حتى يمكن للجهات المعنية السيطرة على الوضع، ذلك الوضع «الفالت» في بدايات 2020 وما تلاها، وفجأة قالوا إنها تلاشت، وما عاد هناك ما يدعو للتشدد في الإجراءات.
انتهى الغرض، فاللقاحات توافرت وما زالت تستهلك، والعلاجات الأخرى أصبحت في المستشفيات للحالات الصعبة، وكادوا يقولون إنها فيروس موسمي مثله مثل الإنفلونزا التي ترافق تغيرات الجو كل عام، وصدقتهم كثير من الدول فألغت حتى اللجان الوطنية المسؤولة عن التعامل مع «كورونا»، رغم أن الحقائق التي بين أيادي تلك اللجان تتحدث عن أرقام إصابات وحالات وفاة ملفتة للنظر، وعدوى سارية لا تشبه تلك المصاحبة لموسم الإنفلونزا.
مؤشرات الإصابات الجديدة بدأت ترتفع، وتنذر بموجة قد تكون مؤذية.
عادت «كورونا»، مع تنازل البشر عن الحد الأدنى للقيود، وسواء كانت الأرقام التي تعلن صحيحة أو لم تكن. فالواقع يقول إن «كورونا» ما تزال نشطة. وعلى البشر أيضاً أن يكونوا نشطاء في مواجهتها، فهي لا تمزح!
ونحمد الله أننا لسنا من المتسرعين، فحافظنا على لجاننا الوطنية، وما زلنا متمسكين بالضروريات في الأماكن العامة.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية