نون والقلم

مجدي حلمي يكتب: مصر بين الأمس واليوم

سألني هل أنت متفائل؟ أجبته وبدون تردد نعم متفائل بأن القادم سيكون أفضل مما مضى وسيكون القادم أجمل على جميع المستويات، فالتقدم في كل شيء يسير بخطى سريعة.. والأوضاع تتحسن بصورة تتضح ملامحها كل يوم وإن كانت بطيئة لكن في النهاية ستكتمل الصورة التي نبحث عنها ونريدها لمصر.

وقلت لصديقي منذ سنوات قليلة كنا نبحث عن الاستقرار والأمن والأمان وخرجنا إلى الشوارع بالملايين للبحث عنه، ورهنا حريتنا من أجل أن نعيش في أمان، ففي هذه الحقبة شهدت فيها مصر فوضى أمنية عارمة.. الجميع يجلس أمام منزله يحرسه..  فاللجان الشعبية لحماية المنازل والممتلكات في كل مكان. وقطاع الطرق الذين كانوا يسرقون السيارات والأراضي في وضح النهار يعملون بحرية وهم من أطلقت عليهم أثرياء الثورة وكونوا ثروات ضخمة منها.

فمنذ سنوات قليلة كان الموظف غير مستقر في عمله وكان يأتيه من الخارج أشخاص يأمرونه وينهرونه ويجلسون في دواوين الحكومة، بدون أن يسألهم من أنتم وكل إمكانياتهم أنهم تابعون لجماعة الإخوان وحزبها المنحل.

يا صديقي هل تتذكر انهيار الخدمات وعودة الطوابير الطويلة أمام المخابز والمتاجر والأسواق. والانقطاع الدائم في الكهرباء والماء وانفجار شبكة الصرف الصحي في كل مكان وانهيار الطرق في أنحاء البلاد.

هذه الوقائع شاهدناها جميعا وبسببها خرج الملايين من المصريين مرتين إلى الشوارع في حدث لم تشهده مصر على مدار تاريخها.. ثورتان في 3 سنوات غيرتا التاريخ كله والمنطقة كلها.

قلت لصديقي أنظر الآن ماذا يتم على الأرض عاد الأمن والأمان إلى طبيعته العادية في مجتمع مستقر منذ عشرات السنين. وأصبحت الحوادث هي حوادث فردية طبيعية، تحدث في أي مجتمع بشري. وأصبح المواطنون يسيرون ليلا ونهارا بدون خوف والناس تسافر بسياراتها من الإسكندرية إلى أسوان دون أن تقطع عليهم الطرق.

أنظر يا صديقي إلى ما يتم من طرق وكباري ليس في القاهرة الكبرى كما كان يتم في العهود السابقة.. لكن في كل بقعة على أرض مصر يشق طريق ويقام كوبري لتسهيل حركة انتقالات الناس.. ففي الصعيد كانت هناك قوى ترفض إقامة كباري على النيل من أجل العبارات التي يملكونها التي كانت تدر عليهم ملايين الجنيهات.. هذه القوى لم تستطع مقاومة قطار التعمير واقيمت الكباري في المناطق التي كانت يتمتعون بها بقوة.

وزاد تفاؤلي بعد الدعوة للحوار الوطني، لأن هذا الحوار سيكون مرحلة ثانية في  خطة البناء، وزاد تفاؤلي أكثر بعد اختيار الزميل والصديق ونقيبي الدكتور ضياء رشوان منسقا للحوار، والمستشار محمود فوزي رئيسا  للأمانة الفنية للحوار، وهو اختيار صادف أهله خاصة وأن رشوان شارك في صياغة دساتير مصر التي وضعت بعد الثورة وكان عضوا فيها ولديه القدرة على التحمل وإدارة الحوار الوطني باقتدار.

متفائل بمخرجات هذا الحوار بأنها ستكون نقلة جديدة في حياة مصر في العقد الحالي. وما سينتهي منه سوف يؤسس لدولة تسير فيها التنمية مع الحريات مع المشاركة والواسعة جنبا إلى جنب. نريد أن يضع المتحاورون نصب أعينهم المصريين بعد 50 عاما لا ينظرون أسفل أقدامهم. أو البحث عن مكاسب سياسية آنية نريد مخرجات تخطط للمستقبل لأبنائنا وأحفادنا.

متفائل لأننا وثقنا في شخص واخترناه رئيسا لنا، فلم يخذلنا ولم يتخل عنا رغم الصعاب والعراقيل والحروب والدسائس التي كانت تخطط وتنفذ لمصر وشعبها، لكنه الرجل نجح في العبور بنا إلى بر الأمان وأصبح من كانوا يكيدون لنا ويخططون ضدنا وصرفوا مئات الملايين من الدولارات لتنفيذ مخططاتهم يطلبون الآن الود والتعاون.. إنه الرئيس عبد الفتاح السيسي.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

Check Also
Close
Back to top button